من أنتم ومن أنا؟ 
من قال أني أرتضي حُكم الرعاة على الغنم؟ 
من الذي نهاكم عن السعادة والفرح؟ 
أتحبون المكاسب وتغضون الطرف عن الخسائر؟ أتمجدون السيد وتبغضون الذي ارتضى به حَكماً؟ 
كنتُ قبلكم وجئتم بعدي، رسمتم حدودي دون أن آذن لكم، مزقتم وحدتي وفرقتم شملي، قطعتم أطرافي وبقيتُ لاهثاً وعاجزاً عن ردعكم من تمزيق ما تبقى مني. 
جزءاً مني يُعمه السلام رغم اختلاف القلب فيه وبعضه مزقته الحرب مجدداً إلى أشلاء في حين أنهم متحدون القلب، أصبحتم تعساء بما اقترفته أيديكم، أبعدتم السلام عنوة وأوقدتم نار الكره فيّ وفيكم محبةً. 
 
شرقاً يشتبك وغرباً يحترق دون تبرير يذكر! 
شمالاً تسوده الجهوية وجنوباً غاب من المشهدِ وما تبقى منه جحيماً لا يُطاق. 
هكذا أنتم يا سادة عابثون بي دون أن تفقهوا لمَ يحدث منكم وفيكم وإن فقهتم صرتم صمٌ بكمٌ عميٌ. 
 
أقف بعيداً أتأمل ما تجنوا من بغضٍ وكرهٍ، كرٍ وفرٍ، عناءٍ وجدبٍ، أبتسم لساذجتكم وأضحك على غباءكم فأنتم واحد رغم اختلاف الغاية فيكم، أتعتقدون أنني أحتفي مع الرابحين وأحزن مع الخاسرين؟ 
عفواً يا سادة! في الواقع أنا كأمٍ اختصم بنيها وأيهما هُزم هُزمت معهما معاً وأيهما ربح صفقت لأجلهما؛ أنا كنهرٍ يجري ما قسّمه شيء؛ إلا اختل جريانه. 
 
مجدوني وابحثوا عني في دواخلكم الدافئة، أعطوا الحب لفاقده وارسموا البسمة لمن سكنه الحزن رغماً عنه، أرسموني بدقة دافنشي وامنحوني الحب كروميو لجولييت، اطفئوا النار في أعماقكم وعمقي وأنصبوا راية السلام فينا.







Share To: