عامل بناء بسيط؛ يتعاطى أشياء مخدرة تغيبه عن الواقع ؛كلما أنتهى من بناء حائط ،أو جزء من جدار بيت، يتخيل أنه لو قام بالتعديل يكون أفضل من وجهة نظره؛ بسبب ما يتخيله من تعاطى المخدر، علاوة على قلة ثقته بنفسه، وبعض الحمق الذي هو جزء من تكوينه النفسي ، وشخصيته ،فمن رأيه انه عندما ينتهي من بناء شيء يري لو جعل غرفة النوم مكان الصالة وغرفة الصالون بديلا عن الأطفال، ولأداعي لكل هذه المساحة الكبيرة للحمام ،والأغرب من ذلك أنه ليس بيته و على غير رغبة أصحابه ، والغريب أنه يعتقد بعد ذلك في قرارة نفسه أنه ليس هناك من هو أفضل منه في مجال البناء . فمن صفاته التي لم أذكرها: سلاطة لسانه، وثرثرته التي لا تنتهي ،وهذا ما جعله يجلس في بيته لم يعد أحد يطلبه للعمل بسبب كل ما سبق وما يسببه للناس من خسائر ...كان من عادته عندما يسير وهو تحت تأثير المخدر في أي شارع لا ينظر إلا للبيوت والعمارات المقامة التي بنيت خطأ من وجهة نظره العلمية فكان يصوب نظره إليها وكأنه عاشق متيم يتمنى تطل له من بهواها من النافذه و أن تنظر إليه ،فكان يذهب بذهنه بعيدا بعد أن يتخيل: بأنه بهدمها ثم يعيد بنائها على الطريقة الصحيحة وبتوزيع أفضل للمساحة المهدرة.
قام أخيرا ببناء مسكن عبارة عن شقه لابنه كعش للزوجية وبعد أن أكتمل بناؤها تخيل أن خطأ في بنائها، فقام بأكبر عملية تعديل في تاريخه المهني على الاطلاق فأخذ في الهدم أكثر من كل مرة سابقة كان يمارس الهدم بطرق مبتكرة : فالبيت بيته ويملكه ويفعل ما يشاء فيه ومن حكم في ماله ما ظلم ولن أحد أن يعيقه عن تحقيق حلمه الذي راوده كثيراً تحت تأثير المخدر ، فأراد هذه المرة أن يفرغ كبته يمارس ويشبع هوايته وغريزته ويأتي بتحفة معمارية ويحقق لم يستطيع تنفيذه على أرض الواقع في الهدم والبناء من جديد من وجهة نظره ومنطقة المستند على أكثر على الهدم وليست على البناء ، نقل الحمام مكان الصالون وأبعد عنه على غير العادة المطبخ ولم يترك إلا مساحة صغيرة جدآ للصالة فأصبحت كزقاق مظلم يشبه قلب الكافر وقام بتوزيع غالبية مساحتها على الغرف .... فاتساع الصالة ترف لا نستطيع تحمله ومساحة ضائعة من وجهة نظره ، أندمج أكثر وقام بعملية النقل أكثر وبنشاط أقوى من كل مرة ، وفجأة وجد نفسه في بيت الجيران ، بعد هدم الحائط الملاصق لبيته الذي يفصل يفص بيته وبيت الجيران ، وهو تحت تأثير المخدر
...
Post A Comment: