.....
على حافة الجرح..
كانت رياح غضوب تهبّ تسابق كوني
ويسرع نسغ الغصون الدفوق
ويحضن نسغي
وتمتدّ عبر المسافات
أشلاء قلبي ..وآهات عشقى
ويبقى التشرد..
عند النعيم المقيم على عرشٍ قيدي،
وحيث اندلاع الدماء بكفي،
وحيث ضفاف الضباب الرحاب،
إلى حيث أنزع نرجسة من دمائي،
وأفدي الأسارى من الياسمين،
وألثم ثغر عذارى الورود ،
فيجرفني الشوق
كيما أحرر بالجرح جرحي ،
وأغسل بالجرح وجهي ،
وأحرس بالجرح عش السنونو
الذى كان مرتع حلمي....
فيا أيّها السندباد المظفّر والمتحدي
بكلّ السكوت
أقاويل كلّ المذابح
هذا هو نبض قلبي ،
يضيع على ذبذبات الأثير
أذيع بيانا
:على القلب نار ،
وعبر الوريد
وفي الصحو نوم عميق القرار،
وفي دورتي الدموية خنجرْ.
وظلْت أسافر عند انشطاري ،
فعند انشطاري القرار،
وقرب انفجاري الثمار،
وعبر الحصار..
العثار/المسار،
وحول النشيد النشيج
،فأصعد فوق بقايا الزمان
لأوقظ من مات حزناً،
وفي بسط كفى دماء..
دموع اليتامى
.. تراب معطرْ..
لأبذره في السماء الخصيبة،
ينبت شوقاً إلى النازحين،
وحرزاً من الجنّ والمعتدين
فقالوا سيهلك حرثك يوماً،
وتحصد ناراً ،
وتجني دماراً،
ومقصلة لرقاب بنيك
ويغضب منك المليك،
فهذي السنون العجاف
فلذ بالسكوت فإن قلت تحزن
فأرجع أصطاف فوق شواطئ جرحي ،
وأسكب في جوفه همس حلمي ،
فتورق عند المساء تباشير ضوء ،
وتنبت قرب السماء عصافير شوق ،
تقول: تقدم ..
ولا تخش بأساً ،
سيكبر غرسك يوماً ، ويثمر.
سيكبر غرسي ؟!
أيا للبشارة ،
يكبر غرسي ؟
ويعلم من قاد حفل الدماء
وأثكل طيري..
وأنفد حتى الثمالة قصدي
وباع إهابي ..
وجوّز قتلى.. ولوّث بالدم ثوبي ،
وقال الوحوش التي أهلكته ،
وأبدي التأسف حزناً علىّ
ولمّا أمت..
نعم كان جسمي به
نحو بضع وسبعين
ما بين ضربة سيف ،
وطعنة رمح ، ورمية حزن ،
ومرمى الحجارة لا شك أكثر.
ويذبل جرحي مثل الورود
وتسكن فيه صغار الطيور ،
ويمتدّ عبر المسافات يمتدّ ،
يصبح مهداً خصيباً جديدا ً،
يرتل ترتيلة اللا نهاية
يذبح موتى
ليثمر في رحلة قادمة .
Post A Comment: