وَدَّعْتُ …
عامًا آخر إلَى مقبرة المُهُود،
وَ هُنآكَ عآنَقْتُ عآمًا قديمًا جَدِيد، 
مِنَ الصَّلَوآتِ ، وَ العُهُودِ ، وَ الوُعُود…

شَيَّعْتُ أناً آخر… 
إلَى حآفَةِ  الحَنِين و الرُّكُود
 وَ جُرْفِ  الحُزْنِ ، وَ مَنآفِي الوُجُود…

يآ تُرَى…
 مآ سِرُّ هَذآ الإنْبِهآر 
بِنِهآيآتِ السِّنِينٍِ وَ الأعْوآم
وَ لَمَ يآ تُرَى كُلُّ هَذآ الإحْتِفآل
بِاحْتِضآرِ وَهْمٍ مِن أرْقآم
وَ كُلُّ هَذآ الإنْتِصآر
لِانْدِثآرِ هَرَمٍ مِنْ رُكآم
وَ انْبِعآثِهِ وَهَجًا، مَرَجًا، 
مِن أحْلآم
مِنْ نَفْسِ الطِّين، مِنْ نَفْسِ الرَّمآد
وَ مِنْ نَفْسِ الحُطآم…

***

مَنِ الذِي سَبَقَ…
الزَّمَنُ أَمِ  الإنسآن
هَلِ الزَّمَنُ قَدِيمُُ قِدَمَ  مَجآهِلِ العَدَمِ و الأكْوآن
أَمْ أنَّ الإنسآنَ أَبُ الوُجُودِ وَ الزَّمَنِ وَ الإنسآن

مَنِ الذِي…
عَمَّدَ الآخَر   
وَ خَلَعَ عَنْهُ أغْلآلَ العَتْمَة
وَ  كَسَرَ عَنْ عَيْنَيْهِ الظّلْمَةَ
 وَ عَنْ مِعْصَمَيْهِ القُيُود
مَنِ الذِي نَفَخَ فِي طِينِ الآخَرِ
مِنْ رُوحِهِ نَفَسًا وَ وُجُود؟

الكَوْنُ…
كآنَ بَحْرًا رَتِيبًا لآمُتَنآهِيًا
مِن مَدِّ وَ جَزْرِ الفُصُول
بِدُونِ شآطىء أَو مَرْفَإٍ أَوْ صُخُور 
حِينَ أزْهَرَ الإنْسآن
وَ اجْتَرَحَ وَ ابْتَدَعَ كَوْنًا زآهِيًا مُوآزِيًا
مِنْ نَبْضِ الشُّمُوسِ وَ مَدِّ وَ جَزْرِ الأقمآر
 

الكَوْنُ…
كآنَ رَبِيعًا دآئمًا 
مِنْ كُلِّ الفُصُول
بِلآ بِدآيَةٍ  أو نِهآيَة
بِلآ خَيْرٍ أو شَرّْ
بِلآ خَطَإٍ أو خَطِيئَة
بِلآ حُلْوٍ أو مُرّْ
بِلآ إيمآنٍ أو كُفْر
وَ بِلآ سَعآدَةٍ أو قَهْر

وَ ذآتَ كَهْفٍ…
ذآتَ لَحْظَةٍ …
مِنْ قَدَرٍ وَ نُورٍ 
وَ  خَوْف ٍ وَ شَغَفٍ
 إجْتَرَحَ الإنسآنُ نَفْسَهُ وَ الزَّمَن 
اسْتَشْعَرَ آنِيَّتَهُ وَ لَحٓظِيَّتِهِ
فِي ذآتِ اللَّحْظَةِ وَ الآن

نَظَرَ  خَلْفَهْ 
فَتَرآءَتْ لَهُ لِأوَّلِ وَهْلَةٍ 
جُثَّةَ المآضِي السَّحِيق
لِلتَّوِّ تَلآشَت وَ تَحَنَّطَت

وَ نَظرَ أمآمَهُ 
فَلآحَتْ لَهُ لِأوَّلِ مَرَّةٍ 
 رَقْصَةَ المُسْتَقْبَلَ
لِلتَّوِّ  يَنْبَلِجُ وَ يُلَوِّحُ لَهْ 
مِنْ  وَرآءِ مَدِيدِ نِهآيآتِ الأزمنة 

اجْتَثَّ نَفْسَهُ  
، بِلآ قَرآر وَ بِلآ رِجْعَة
مِنْ آنٍ بِلآ بِدآيَة أو نِهآيَة
وَ مِن رَبِيعٍ  بِلآ خَرِيفِ ، بِلآ صَيْفٍ ، بِلآ شِتآءٍ
وَ بٍلآ حِكآيَة…

***

هُوَ الإنسآن…
أبُ الزَّمَنِ  وَ أبُ الإنسآن
هُوَ مَن إسْتَنَّ الثَّوآنِي
و  مَنْ عَبَّدَ دُرُوب الليآلِي
وَ هُوَ مَن إبْتَدَعَ التّسَلْسُل، خَرٍيرَ الأرقآم
وَ هُوَ مَن أَلَّفَ حِكآيَةَ الأيّآم
وَ هُوَ مَنْ عَزَفَ وَ سَيَطَلُّ يَعْزِفُ
أُنْشُودَةَ الدُّهُورِ وَ الأعوآم

هُوَ…
الإنسآن 
مَنْ أسَّسَ وَ قَدَّسَ 
البداية و النهاية
مُهُودًا وَ لُحُود 
 لِتَرنِيمَةِ الوُجُود …

تأملات خالد صابر
على مشارف ٢٠٢٢ و على مبعدة من أطلال ٢٠٢١

دبلن،  فاتح يناير ٢٠٢٢






Share To: