حديث الجمعة: القدوة الحسنة 34 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف 


تابع  بعض خصوصيات النبى صلى الله عليه وسلم
تابع رحمته صلى الله عليه وسلم  بالكافرين
أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله تعالى به عبده ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وماذكرته لك غيضٌ من فيض وقليل من كثير مما اختص الله به البشير النذير دون غيره من الأنبياء والمرسلين حيث كان رحمة للعالمين
وذكرت لك اليسير من رحمته بالكافرين على وجه العموم ووعدتك بوصل الحديث عن رحمة الحبيب الرفيق  فى السلم والحرب فأقول وبالله التوفيق 
ومن صور الرحمة المسداة للنبي - ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن امرأة وُجِدَتْ في بعض مغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة . فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ) رواه البخارى ومسلم وفى رواية لهما ( وُجِدَتْ امرأة مقتولة في بعض تلك المغازى . فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان
ومن صور الرحمة المسداة للنبي- ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخارى- ومن صور الرحمة المسداة للنبي ما ورد في الحديث الشريف - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يَرَحْ رائحةَ الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا ) رواه البخارى– ومن صور رحمة النبي بالكفار ما جاء فى الحديث الشريف عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمَّرَ أميرًا على جيش أو سرية ، أوصاه خآصةً بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فآيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم. ومن صور الرحمة المسداة للنبي عليه الصلاة والسلام- ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبى صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندى خير يا محمد ، إن تقتلنى تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخارى والترمزى.وبهذه الرحمة وهذه الأخلاق انتشر دين الله وعم الآفاق وتجلت الرحمة 
فى أسمى معانيها لتشمل البآرَّ والعآقَّ
هذا وإن كان في الأجل بقية فالحديث موصول مع خصائص سيدنا الرسول حول رحمته بأهل الكتاب ليتعلم المتابع الكريم كيف كانت أخلاق سيد المرسلين
وإن كانت الأخرى فنسأل الله أن يرزقنا وإياكم الأجر بالنية وحسن الخواتيم 
رزقنى الله وإياكم حبه وشفاعته يوم الدين.






Share To: