الكاتبة السودانية ساجده ابوبكر تكتب نصًا تحت عنوان " رماد أسْود" 


 فِي القاع وأنَا آتية مِن وهْن الحيَاة؛ أجْلس بِهدوء على مقْعد الموْتِ الكوْنيِّ، ثمَّة إِحسَاس عارم بِالتِّيه الكلِّيِّ يجْتاحني، الاضْطراب والْقَلق الَّذي يُعذِّب الرُّوح ويتْعب الجسد يُشوِّش الفكْر ويدْفع بِي إِلى الجنون. 
هالات داكنة أسْفل العيْنيْنِ؛ جسد نحيل ووجْه شاحب، حُزْن عميق قد سيْطر على ذاتيٍّ. 

لَيْس هذَا فقط؛ بل أجلس وسط كُلِّ هذَا الأسى والاكْتئاب، أَنبُش فِي أذقْة الذَّاكرة حيْث مدْفن الماضي الأسْود، عِندما بدأ الاشْتعال بِداخِلي، حُروب بيْن عقْل يرْفض وقلْب يُريد، جسد يعْترِيه الضَّعْف، عيْنان شاحبتان ونظرَات غيْر مُبالِية، فقد العقْل صوابه وثار جُنونه. 

معارك الأسْرة المسْتمرَّة، أصابع الاتِّهام الَّتي لَطالَمَا أشارتْ إِلي، ضرْبًا رُوحيًّا مِن القرِيب والْغريب، نِزاعَات وتحْطِيم ذاتٍ، فقْد نفْس وعدم الشُّعور بِالْآهات، جُروح سطْحيَّة وغمًّا عميقًا، نِيران حارقة بِلَا دُخَّان وآلامٌ لَاسعة، اِضْطرابات وتشوُّهات عقْليَّة، فقدان الرُّوح واعْتزال الحيَاة. 
لَن أنْسى تِلْك النِّزاعات، صعقات إِخْوة، ولا مبالاة مَن يدعون الصداقة، عذاب ضميرٍ على فعل اللا شيء، آتيةٌ لِأشكُّو إِليْهم جعلوني ذنْبًا فِي حياتِهم. 

ألمٌ بِداخِلي لا يشْعر بِه سِواي، يهْمس فِي قلْبي حتَّى يتحطَّم. بات قاسيًا لا يعْرف الغفْران شديد التَّعاسة والشَّقاء. 
لَم تكن هُنالك طريقة لِتجاوز هذَا العذَاب سِوى العبْس وإتْيَان التَّجاعيد والصَّمْتِ، صمْت مُزْعج وعذاب داخليٌّ، حرْقان فِي القلْب وتفْكِير سلْبيٍّ، قُتل كُلُّ شيْء بِداخِلي، عمّ الظَّلَام ومات الضَّوْء ، جفْتِ الدُّموع وسألت الدِّمَاء بِداخِلي، أسهر اللَّيْل وأنْعي ذاتيٍّ. 
الخذْلان والْفَقْد والصِّراعات، حِينهَا لَم أسْتفِيق ولكنِّي أَصبَحت كوْمة رمادٍ بِلوْن أسْود، أَعذَارٌ واهية؛ روَّض الحزْن كلماتي وإنْساني معْنى السَّعادة، وباءٌ اِنتشَر بِداخِلي لَم يُصنع لَه دواء بعد. 
أسوأ فترات حياتي وحزْني بيْني وبيْن نفسي ونصْف مَا أُريد قوْله لا يُكْتب.






Share To: