الكاتبة المصرية خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "هوة الفراغ"
إن الفراغ هو أحد مفسدات النفس البشرية فقد يجعل المرء يرتكب الأخطاء أو يقع في الزلات التي قد تصل للفواحش يوماً ما لذا كان حتاماً عليه أن ينشغل بالسعي و العمل الدؤوب علي ذاته حتي يتمكن من تحقيق إنجازاته التي تضيف لحياته البريق والرونق المُميِّز لها الذي يجعلها ذات قيمة رفيعة عالية بعيدة عن كل المنغصات و الخطايا لأن ذلك الفراغ قد يكون بمثابة الهاوية التي يسقط بها المرء دون رجعة إنْ لم يجد مخرجاً منها في أقرب وقت ممكن ، فلا يجب أن يظل ينتظر حدوث أمر ما ولكن عليه أن يكون مرناً محاولاً القيام بأي عمل يقدر عليه ، يبرع فيه ، يتفنن في أدائه ، الأهم ألا يترك ذاته للفراغ حتي يلتهمه و يقضي علي حياته تماماً ، فذلك الفراغ يجعله يفكر في أمور سلبية مُوحِشة قد حاول تناسيها وتجاوزها في الماضي وبذلك تعكر عليه صفو حياته وتنغصها و تجعلها كمَنْ غرس في الوحل ويصعب عليه الخروج منه لما تجلب إليه من ضيق وشجن ، فلا بد أنْ يكون في منأي عن كل تلك المآزق التي إنْ تكالبت عليه سوف تدمره و تحطم حياته و تفتك به بلا هوادة ، بلا رحمة ، فالعمل عبادة ولابد أنْ يبحث المرء عن أي عمل مهما كان بسيطاً حتي يُكْسِب حياته القدر الذي تستحق أن تكون عليه ولا تمر بلا جدوي أو فائدة تعود عليه أو علي أي مِمَّن حوله فهي بذلك ستنقضي بلا طائل منها وسوف يُعاقَب علي ذلك الأمر أشد عقاب لأن تلك الحياة هي هبة من الله و عليه استغلالها بأفضل صورة ممكنة حتي يجد أنه صار فخوراً بذاته يوماً ما و بأنه قد يكون قدوةً لأي مِمَّن يَخْلُفه ويحاول أن يخلد الأثر ويترك البصمة التي ستؤثر إيجابياً فيمَن يأتي من بعده من أجيال متلاحقة قد تتيه وسط تيار الحياة المنجرف بلا أي توجيه أو خبرة أو إرشاد مِمَّن عاشوا تلك التجارب الحياتية من قِبْلهم ، فلابد أن ننظر جميعاً لتلك النقطة الهامة ونضعها في اعتبارنا حتي نتمكن من مساعدة غيرنا و نأمل أن نؤدي ذلك الدور علي أكمل وجه ممكن حتي لا يضيع هذا الجيل الناشئ وسط كم التغيرات التي تحيط به من كل صوب وحدب بلا أي نصائح مُسْدَاة من أحد ...
Post A Comment: