الشاعرة سميرة المرادني تكتب قصيدة تحت عنوان "حكايات قلب "


أسقيه من مُهجتي غيثَا كما الدّيمِ
وأفتَديه بما يَربو على القسَمِ

مُذ كانَ في كنَفي أوقَدتُ شمعتَه
وها أنا في شَتيتِ البُعدِ والألمِ 

وما بليلِ النّوى ذكرَاه أخلعُها
فكيفَ أعتقُ مَن أسكنتُه بدمي!!! 

وَجدٌ يؤرّقُني سُهدٌ يشَاغلني
والفَجرُ يثقلني يكتالُ لي تهمي

أشتَاقُه.. وأحثُّ القلبَ يُحضرُه 
لاعينَ مُغمضةٌ والنّفسُ في إرمِ

والذّكرياتُ حبالٌ شدَّ واثقُها
على الشّغافِ حَنينَا غيرَ مُنصرمِ

في البُعدِ ارهقَني دهرٌ يزاورُني
يخطّ في وجنَتي وَسما من الهرَمِ

لمّا عرضتُ على النّسيانِ خطبتَه
تمنّعَ الوصلَ ..والآهاتُ لم تنمِ

روحي تذوبُ أسىً والجسمُ في سأمٍ
والعينُ مِحجرُها فيضٌ من الحِممِ

صبّا يسيلُ دمي ..تاهَت مداخلُه
والأصغرانِ برسمِ الوَهنِ والسّقمِ

شَدَدتُ ثوبَ النّوى والضّلعُ حانيةٌ
كيفَ الشّفاءُ لجرحٍ غيرِ ملتئمِ !!

أودعتُه في سُطورِ العَذلِ من خَلدي
أغرَى البيانَ وفاحَ العشقُ من كَلمي

شَتلتُ لوعتَه في كلِّ قافيةٍ
فأورقَ الحَرفُ شعرا زاهيَ الأكمِ

ماذا اقترفتُ لكي يبقَى بصَومعَتي
أنّى اتجهتُ يصيبُ القلبَ بالوجمِ

أرَاه في خَافقي إذ باتَ مُنتصِرا
عادَت به دفقةُ الأشواقِ  والنّدمِ

يحلو الزّمانُ بوصلٍ لافراقَ له
فالعيشُ في الغمِّ لا كالعيشِ في النّعمِ




Share To: