فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "▪️⁩الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته الزوجية" 


_ سُئِل من أحبّ الناسِ إليه؟ 
 فقال: عائشة...
هكذا بالمفتوح.. 
لم يتردد في الإجابة..ولم يخجل من الحضور لتصريحه باسمها.
 فلما أخبره السائل أنه لم يقصد معشر النساء وإنما القصد الرجال؟ أجاب فورا: أبوها، لازال يحوم حولها بإجابته.. 

⁦▪️⁩في آخر لقاء له بأصحابه خاطب أمته من على المنبر كإعلان عالمي أخير ، نادى بملأ صوته: " أيها الناس اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، أوصيكم بالنساء خيرًا ".

⁦▪️⁩حثّ على اللطف بالنساء ووصفهن بأدق الأوصاف وأمر بالرفق بهن وعدم كسر خواطرهن وقال:
" رفقًا بالقوارير ". 

⁦▪️⁩جاء والمرأة تدفن في التراب خوفا من العار أو خشية الفقر فأخبر أنهن شقائق الرجال..

⁦▪️⁩ما ضرب بيده امرأة قط، ولقد قام  ﷺ ذات يوم يقول: لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم. وقال: " خيركم خيركم لأهله" .

⁦▪️⁩بلغ صفية أن حفصة قالت عنها: بنت يهودي. فبكت فدخل عليها النبي  وهي تبكي، فقال لها: "مَا يُبْكِيكِ؟" فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي. فقال النبي : "إِنَّكِ لابنة نَبِيٍّ، وإِن عمك لَنَبِي، وَإِنَّكِ لتحت نَبِيٍ، فَفِيمَ تفخَر عليكِ؟" ثم قال: "اتَّقِي اللهَ يَا حفصَة..
واساها وكفكف دموعها ولاطفها ورقّ لمشاعرها فيا لله أي قلب كان يحمل..!!

⁦▪️⁩وكان يخرج مع زوجاته للتنزُّه حتى ينمو الحب وتزيد أواصر الود ولقد روى البخاري أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان في الليل يسير مع عائشة يتحدث..

 ⁦▪️⁩ في سفر من الأسفار روي "أن صفية -رضي الله عنها- خرجت مع رسول الله فأبطأت في المسير, فاستقبلها رسول الله  وهي تبكي, وتقول: حملتني على بعير بطيء. فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ويسكِّتها..." 
يمسح بيديه..اسمع يا صاحب الجفاء وضعْ تحت كلمة يديه خطا..لقد كان حينها يخط بأنامله حروف الحب، وينقش عبارات الاعتذار .

⁦▪️⁩في الحديبية أشار على أصحابه بأمر فأبطأوا فدخل على أم سلمة يستشيرها فأشارت عليه أن يبدأ هو بنفسه ففعل فقام الصحابة كلهم لامتثال أمره..
استشار امرأة..أنصت لها..فهم مرادها..طبّق أمرها فقل للعقلاء إنه محمد..

⁦▪️⁩كان لربما يغتسل مع زوجاته من إناء واحد ويقول : دعي لي، وتقول هي:  دع لي، في جو من الإيناس والمرح والبهجة واللطف والحميمية والمشاعر الزوجية الدافئة..

⁦▪️⁩ بسط الرداء لامرأة عجوز جاوزت الخمسين وقام يظللها من الشمس ويسألها عن حالها وأمر لها بعطاء وودعها حتى غابت عن الأنظار..إنها أخته الشيماء التي عاش معها طفولته في بادية بني سعد..

⁦▪️⁩كان يتطيب لنسائه، فإذا دخل عليهن رأينَ  وبيص المسك في مفرقه وكانت إذا غضبت إحداهن وضع يده فوق رأسها ودعا لها...

⁦▪️⁩ جلس أرضا لصفية حينما عجزت عن الصعود على الراحلة وقامت على ركبته حتى استوت في مشهد يبعث على الرقة والرحمة والتواضع..

⁦▪️⁩ بعد ضمة جبريل وهو أصعب موقف حصل له في حياته منذ أربعين سنة مضت، رجع يرتجف يقول لخديجة دثروني دثروني..كان باستطاعته أن يتدثر بكل دثار يمنع عنه البرد لكن قال ذلك لخديجة ليشعرها أنه بحاجة إلى عطف وحنان ورعاية..
إنه يريد دثار الحب والود والشفقة، إنه يريد لمسة من يدها تذهب عنه رعشة الملَك..

⁦▪️⁩ كان يرى حوله أصحابه من أرباب المال ومع ذلك يقول ما نفعني مال كمال خديجة ..إنها الذكرى الجميلة في أبهى صورها..

⁦▪️⁩أرادت عائشة أن تستمتع بمشاهدة الأحباش وهم يؤدون رقصاتهم الشعبية فقام وقامت خلفه يسترها بردائه ولم يتحرك قط حتى اكتفت هي بالمشاهدة..

⁦▪️⁩كان يُحوّل غضبها إلى فكاهة وابتسام فعندما كسرت الصحن لم يغضب لكن قال: غارت أمكم..تَفهّمَ طبيعتها كأنثى وقام يجمع الطعام المتناثر ويصلح الصّحن ويلطّف الموقف..

⁦▪️⁩ كان يمارس معها الرياضة وذات مرة أمر الجيش العرمرم أن يتقدم وتأخر هو لموعد كان قد قطعه معها فسابقها فسبقته، ثم سابقها بعد فترة من الزمن فسبقها فقال: هذه بتلك..

 كانت عائشة ترفع كأس الماء فتشرب ويرقب هو موضع فمها..
أفبعد هذه الدقة دقة....؟ 
فإذا رويت أخذ الكأس وشرب من موضع فمها..
وكان يدللها بقوله: يا عائش ..ويضع اللقمة في فمها بيده ويضاحكها ويستمع لحكايتها الطويلة كما في حديث أم زرع..
وكانت تتعرق العظم _ ثم يطلبه منها   فيديره حتى يضع فاه على موضع فمها. 

⁦▪️⁩ كان لديها ألعاب تلعب بها وكان لديها خيل له جناحان فلما اندهش مستفسرا "خيلٌ لها جناحان؟ 
يعني: الخيول لا تخلق بأجنحة..
قالت بكل ثقةٍ : أو ما سمِعتَ أنَّهُ كان لسُلَيمان بن داود خيلٌ لَها أجنِحَةٌ فضحكَ  حتَّى بدَت نواجِذُهُ..
  ولازال كل شراح الحديث ورواة التاريخ لا يعرفون سبب ضحكه هل إقرارا أم تعجبا؟ 
يا سبحان الله قامت تُمثل دور المعلم في حضرته بقولها : " أو ما سمعتَ.." فضحك، وهل سمعت عائشة بسليمان إلا منه ..!!

⁦▪️⁩لما تزوجها انتقلت بلعبها وعرائسها معها، وكان أترابها يأتين للعب معها فإذا دخل هِبنَه فَخَرجنَ لكن كان لحبه لها يسربُهنّ إليها لتكمل اللعب، لقد كان يقدر لها جو اللعب الماتع ويرسل لها من يلعب معها..
أي لطفٍ هذا!! 

⁦▪️⁩كان آخر شيء دخل جوفه قطرات من ريق عائشة حين ليّنت له السواك، ومات بين سحرها ونحرها..وكان آخر وجه رآه وجه عائشة أفبعد هذا الحب حب؟
 وهل بعد هذا التشريف تشريف؟






Share To: