فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "هدم القيم المجتمعية من خلال الفن الهابط" 


ليس الفيلم الأول ولن يكون الأخير في الدراما التي تخدم المخططات الغربية وتستهدف الأسرة المسلمة وكيان المجتمع كله وتسعى لتنفيذ توصيات ومُقرّرات مؤتمرات (بكّين والسكان بالقاهرة واتفاقية سيـداو...) التي تستهدف تفكيك هذا الصرح القوي في مجتمعنا المسلم وتعمل على تحريض المرأة على أنوثتها ورسالتها وعلى زوجها باسم المساواة والتمكين ، وإنهاء ولاية أو وصاية الزوج على زوجته والأب على ابنته ، وإباحة الزنا والشـذوذ والإجـهاض ، والسماح بالزواج المدني المنفلت من أي قيود شرعية ، ورفض التمييز في أي شيء حتى الميراث ، وتشجيع الشباب على ممارسة الرذائل باسم الحرية والثقافة...إلخ

هذه الهجمة تستوجب من كل فرد من أبناء الأمة أن يردّها من خلال موقعه أو تخصصه ؟ 

وأن يكون كلٌّ منا على ثغر من ثغور الإسلام يحرسه ليفوز بما وعد به النبي ﷺ في الحديث الشريف : 

«عينانِ لاَ تَمَسُّهُما النَّارُ عَينٌ بَكَت مِن خَشيَةِ اللهِ وَعَينٌ بَاتَت تَحرُسُ فِي سبِيلِ اللهِ» .

حديث حسن رواه الترمذي 

وفي رواية أخري تعبّر عن شمولية الحراسة يقولﷺ :

 «حُرِّم على عينين أن تنالَهما النارُ : 

عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس الإسلام وأهلَه من أهل الكفر» .

رواه الحاكم وصححه وحسنه الألباني .

فهل ندرك خطورة هذه الهجمة التي زادت شراستها في هذه الأيام وتستهدف عقيدتنا وشريعتنا وقِيمنا وثوابتنا وثرواتنا ؟

وهنا ألفت الأنظار إلى بعض الثغرات التي يجب أن نسدّها :

ثغرة الشباب ، وضرورة حراستهم مما يوجَّه لهم من حملات مَسخ رجولتهم وهويتهم ، وتضليل عقولهم وأفكارهم وإثارة غرائزهم عن طريق الفضائيات والسينما والإنترنت وصحف الإثارة والعُري ، ومواقع الإلحـ.اد والتشكيك .

ثغرة الشريعة ، وضرورة حراستها من أفاعي العلمـ..ـانية وأذناب الغرب الذين يُثيرون الشبهات حولها ويريدون عَزْلها عن الحكم بين الناس وحصارها في القلوب أو في المساجد فقط حتى المساجد يريدون القضاء على رسالتها ويُروّجون أباطيل تزعم أن العودة للشريعة (تخلّف ورجعية وظلامية) وتعطيل لحركة (التطوير والتنوير) والله يعلم إنهم لكاذبون .

ثغرة مناهج التعليم والإعلام والثقافة ، وضرورة حراستها حتى لا تكون أدوات لتمييع الشخصية المسلمة وتشويه حضارتنا ولغتنا وتاريخنا ، والتحذير من تفريغ مناهج التعليم والإعلام من أي مضمون يدعو للعزة أو المقـ.ـاومة والصمود .

ومحاولة تمرير ثقافة الاستسلام والذوبان في الآخر وتمرير القيم الهابطة وشَغْلنا بالتفاهات ، وقلْب الحقائق حتى تصبح المقـ.اومة والجهـ.اد إرهاباً والتمسّك بالدين تعصّباً والاستسلام سلام الشجعان والتنازل تفاوضاً والعدو صديقاً والاعتراف بالباطل والرضا به سماحة وقبولاً للآخر ...إلخ .

ثغرة الأسرة المسلمة والمرأة والطفولة ، وضرورة حراستها من الأخطار التي ذكرتها في أول المنشور .

وإذا نظرنا لأصل كل داء وبلوى ، فهو تسلّط رعاع على الأمة يقودونها بتوكيل وتفويض من أعدائها ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً .

هذه الثغرات وغيرها إن قصّرنا عافاكم الله في سدّها ، فحصوننا مهددة مهدومة من الداخل ، وإذا نجحنا في سدّها وصدَقنا في حراستها ، فقد نَجونا إن شاء الله من مكر أعدائنا وعذاب ربنا ، وفُزنا بالعز والتمكين في الدنيا والسعادة والنجاة في الآخرة إن شاء الله .






Share To: