الكاتب عبدالرحمن مكرد يكتب " تصنيف المشاعر المحتارة ، أهي الإعجاب أم الحب؟ !"


في واقعٍ مأساته طغات على سعادته وأفراحه ، ومجتمعٍ بين صرخِ وعويل لحالته التي يربُ فيها ، لأهالاتِ الحوداث المتكررة عليه.

يبقى السؤال أينقُص هذا المجتمع الأشخاص الذين يحتاروا كثيرا في تصنيف مشاعرهم أّهيَّ الإعجاب أم الحب ؟!

كثيرون هم الأشخاص الذين بأتوا يحتاورن في مشاعرهم ، فلا يعرفوا أهي الحب أم الإعجاب؟! .... لمجرد الشك في نظم علاقتنا مع الآخرين وعدم القدرة على التفريق في مشاعرنا ، فهذا من الواضح المبين قد يُحدث سوء الفهم بين الطرفين ، وهذا يحدث عند طرف معين منهما حين لا يستطيع التفريق بينهما .

وأقرب الأمثال لهذا ، لو قمنا بإخبار شخص ما أننا معجبون به ، وكان هذا الشخص قد فهم الكلام وصنع  في رأسه بعد تفكير طويل بأن ما قيل له هو الحب وليس ما تقصده أنت قوله ؟! .... هنا تبقى الطامة وتدور الداوئر ، وتبدأ دوامةُ سوء  الفهم ، وتتعالى الظنون وتزداد الشكوك ، لكلامٍ أُصدر  وهو في شعور وفهمٍ آخر أستحضره عقله وثبته في قلبه.

حينها إن القلب لا يتسرع في مشاعره ، وإن العقل لا يصدر ظنونه وأفكاره ، فيحكم ويقرر ، ويثبت ذلك الكلام في قلبه ليسعى محاولًا خوض مغامراته في رهان علاقته العاطفية التي لا يعلم نتائج نجاحها من الفشل!

على الشخص توخي الحذر قبل الخوض في علاقته العاطفية ، لكي لا تتحول تلك العاطفة المستمية في غبن الفشل والكدر ، وتعود عليه بالندم وإدخال عقله في مأزق الأمور فيصبح في حالة اهستيرية من التفكير والظنون لأمرٍ فهمه حسب ما أملته عليه عاطفته ، فيشعر بعدم الثقة والمصداقية ويحدث سوء تفاهم بينهما فيؤدي لقطع علاقتهما.

 فعلى الأشخاص مراعاة العلامات والجوانب التي تكشف حقيقة تلك المشاعر:-

أولًا:- الإعجاب:-

هناك من يعرف الإعجاب على أنه :- هو ما يتعلق بصفات معينة أو تصرفات أو أفعال تشد الانتباه نحو شخص ما ، كطريقة تفكيره وأسلوبه في إدارة الحديث.
 ليرى آخر أن الإعجاب يجعلك تميل بالفعل للشخص فتكون سعيدًا برفقته ، لكن لا يشغل كل تفكيرك واهتمامك ، حيث يكون الإعجاب بالإستماع إليه واكتشاف شخصيته. وقد يتحول الإعجاب للحب في حين تم التقرب بشكل كبير بينهما.

وفيما يخص علامات الإعجاب قيل :-
أن الشخص الذي يعجبك عندما تلتقي به تعشر بالسعادة لرؤيته ، واذا نظرت إلى عينيه ترسمُ الابتسامة على محياك ، فمن يعجبك ستصارحه بما تفكر فيه دون خجل أو خوف ، واذا تعكر مزاجه تتأسف لحاله ، وعندما يخطىء فإنك تصاب بخيبة أمل كبيرة منه وتبتعد عنه ، وما يتعلق بالتضحية والتفاهم مع من يعجبك أنك  إذا فقد ثقتك به وحدث سوء تفاهم بينكما يؤدي ذلك إلى قطع العلاقة .  

 الحب يختلف عن الإعجاب :-

يقول أحدهم أن الحب عبارة عن شعور ينبع من باطن القلب فيجعله يخفق بشدة ويعشر صاحبه أنه يعيش في قمة السعادة عندما يرى أو يلتقي من أحبه ، وأنه يريد البقاء معه وإلى جانبه ما تبقى من عمره ، لأنه يشعر بالراحة والأمان  بجانبه ، وعندما يريد البوح بكل مشاعر الحب التي تسكن ثنائه يشعر بالخجل فلا يقوى على البوح بها. وحينما يغيب ذلك الشخص الذي أحببناه فإننا نشعر بالحزن لفراقه وغيابه.
إن الشخص الذي نحبه يتربع في مكنون القلب ويشغل تفكيرنا واهتمامنا ، فنحرص على معرفة كل المعلومات التي تتعلق به ، ولو أبسط معلومة له. فهو يخطر على البال قبل غيره إذا واجهتنا صعوبات الحياة أو مشاكلها فهو البطل المنقذ لنا بمجرد وقوفه جانبنا ودعمنا ، فإننا ننسى الهموم وتنزح الغمامة السوداء من حياتنا.

وهذه مؤاشرات نميز بها من نحب ، فمن تحبه تتسرع نبضات القلب ويخفق بشدة عند اللقاء به ، وعندما تتأمل في عينيه تعشر بالخجل ويحمر وجنتيك وتتلعثم بالكلمات فلا تستطيع مصارحته والتكلم معه بما تشعر به نحوه ، لكنك تعشر بالبهجة والسرور فتزهر ملامح وجهك بالبشاشةِ ويصبح ليلك نهارًا وشتاءك ربيعًا ، وإذا تعكر مزاجه انقلبت حالتك إلى حزن شديد وتعكر مزاجك لأجله . فالحب والعشق يبدأ من النظر بينما الإعجاب يبدأ بالإستماع ، فمن تحبه عندما يخطىء فإنك تتغاضى عن خطئه وتسامحه ولا يتحول ذلك لكره أو ضغينة ، وتكون دائمًا متسعدًا من أجل التضحية في سبيل من تحبه بكل ما لديك ، فحياتك لا تهمك إذ كانت فدا لمن تحب ، فأنت تعشقه وتحبه وتثق به كثيرًا ، فيتجدد الأمل برفقته والبقاء معه إلى الأبد.






Share To: