الكاتبة السودانية هنادي إسحق إسماعيل تكتب نصًا تحت عنوان "لـوعـــة الــفراق" 


 الحنين اليك اعمق من نثره في وريقات تتساقط أشتاتًا، فالحاجة إليك أصبحت جواز سفر لكلماتك ومسافه تخط فينا .. نقيس لحظات الاصطبار .. فومضت ذكراك كانت سرعتها مدهشه لم تترك لي مجالًا لنسج أملائي، فالكتابة عنك إمتحان رسبت فيه قبل أن أبدا لأنني أجهل ما يقال... لذا أُفضي بأمنية سرقتها منك وأنت تنثر الأشجان للمصلوبين على معضلة الحرمان، فأعدت تكوينها فرسمت على سنا الأشراق حروفًا هي عنوان إنتصاري على الحزن بفقدك، فأخذت على نفسي عهدًا أن أظل وفية لما تعلمته منك، وأقل صادقة ما بقلبي شعرًا ونثرًا ولكن!! قبل أن أبوح بأمنيتي رحلت أنت بعيدًا وبقيت منك ذكرى توارقني، تموت معها الكلمات وكانت كلماتك دليلًا هادئًا من ظلامات السكات، فتلمست طريقك وأنت تشدو .. تعدو .. مواكب ذكرياتك تلاحق محطات الوداع تلامس الأوتار تغني وتشتل في مدائن الأمل ورودًا بلون البنفسج أجمل مما يصبغ بالألوان الزائفة
فقد كانت أمنيتي أن أقطف وردة من حقل نفسي شتلتها ورعيتها فتفتحت وأصبحت قِبلة للناظرين فخفت أن يقطفها غيري، وكنت دومًا أستبشر بكلماتك التي تبلل دفاتري بمواد أدمنت عشق القوافي الندبة، ولازالت الأمنية في أعماقي أعزف لها لحن الوعود، لكنني أشقى لها، فقد قرعت الأجراس، ونادى المنادي بالرحيل، وهذا قدرنا .. فغبت عنا جسدًا، لكن روحك الشفافة أمتزجت بنا وحطت فينا منذ أمد بعيد، نغرس حواليها شجرًا صندليًا، رحلت وتركت عباراتك ونصائحك على سبوره الاحزان نغمًا يُردد في صدى الأزمان.






Share To: