الأديبة المغربية سعيدة الرغيوي تكتب نصًا تحت عنوان "ريان" 


كان ٱلْميعاد مع ٱلْإنسان ..
إن ٱلطّفلَ ريان جعل ٱلْعالم يلتحم ..يشهق من أجل ٱلْحياة ..تناسى ٱلْعالم أنانيته وفردانيته ليلتف حول هذا ٱلْكائن ٱلضّعيف ٱلذي لاحول ولاقوة له ..
"ريان" جعل أنفاس ٱلْعالم تعيش نبضا واحدا تردد عبارة ٱلنجاة وٱلسلامة ...
رددت ٱلْقلوب سيلين ٱلصّخر ويتبدد ٱلحزن ويعود ريان لكل هؤلاء ٱلْمرتقبين عودته إلى ٱلْإنسان فينا ..
خمسة أيام من حبال ٱلصّبر تدلت في عمق أنفاق هذا ٱلْعالم ..خمسة أيام من ٱلصّلوات وٱلتكبير و ٱلدعاء وٱلْإيمان ..
هذا ٱلْملاك ٱلصّغير جعل ٱلْعالم يعيش بقلب طفل ..يحلقُ في سموات ٱلرّجاء ..يردد ستنجو ..ستكون بيننا ..
خمسة أيام بزفراتها وأملها وٱلْعُيون لا تنام وٱلْقلوب مشدودة إلى جغرافية من هذي ٱلْأرض.." أرض شفشاون"..
خمسة أيام كانت كافية ليعود للانسان صوته ٱلذي أودعه في جب عولمة بئيسة وحضارة عرجاء ..

كان هذا ٱلدّرس كافيا لنعود إلى إنسانيتنا ..لنصدح بصوت واحد ..لتتوحد كل ٱلْأطياف وٱلْألوان ..كان ٱلدّين واحدا وكان ٱلصّوت واحدا ..
يا ريان أيها ٱلْملاك قد غمرتنا بفيض من إنسانية لن ولن تشيخ ..
سيظل هذا ٱلطّفل حيا فينا نواعده ويواعدنا كل حين ..
سيظلُّ هذا ٱلْوطن شاهقا فينا بكل أبنائه ..
إنّك قد حفرت فينا عميقا ..تسللت إلى كل شبر ..إلى كل بيت ومدشر وسافرت كي تعانق كل مرايا هذا ٱلْعالم ...
إننا أيها ٱلْملاك محزونون على رحيلك ..لكننا نؤمن أنك قد صيّرْت جبل ٱلْأنانية رُكاما...فحلق هناك أيها ٱلْملاك ..إنا لله وإنا إليه راجعون ..يا ريان قد علمتنا درسا في ٱلْإنسانية ..في ٱلصّمود وفي ٱلصّبرِ..
على ٱمتداد خمسة أيام تحررنا من أوهامنا ..علقنا جميعنا في جب واحد  علمنا معنى ٱلاتحاد ..معنى ٱلْإنسان ..
تغلبنا على غياباته ..كسرنا قيودا كانت تُكبل أرواحنا ..عدنا لنتأمل ضعفنا ..ليعلو ٱلتٌكبير ولتصدح ٱلْمُهج بيقين ٱلضَّعف ٱلْإنساني وعجزه أمام جبال ٱلْحياة ..هذا ٱلْوهن ٱلذي أيقظ فينا أحاسيس ربما كانت تتخبط في هجعة ٱلْجهل وٱدعاء ٱلقوة ..ٱنتصر ٱلنُّور ..هفت ٱلْقلوب إلى موعد واحد أوحدَ ..رددت عبارات ٱلْأمل ..ٱستيقظ ضمير من كانوا نياما ..
يا ريان أنت لم ترحل ستظل بقلوبنا نعزفك لحنا صامدا فجرا يقينا ..أملا ..حياة ..حبا ..






Share To: