الكاتبة المصرية / رانية لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "صداقات على جنبات العُزلة"
عندما تفعل المعروف لوجه الله ثم لأجل نفسك، لا تُفكّر في الناس لأنهم رُبما ينسون أو لا يُقدّرون ما قمت به، وهذا ليس مهم لأن فعل الخير يُنظّف الروح، يعود عليها بالحُب، بالشعور بالسلام، ولأنّه سيعود إليك مضاعفًا، محفوفًا بالكرم الإلٰهي، فلا تبخل علىٰ نفسك بالخير، قدّم منه ما تستطيعه نفسك.
(لِيُنفقْ ذُو سَعةٍ مِنْ سَعَتِهِ)
إن كانت سعتك في الكلمة الطيبة أنفق منها، وإن كانت سعتك في جبر الخواطر أنفق منها، وكُن مُحسنًا في كل شيء. حتى وإن لم تلقى إحسانًا.
ولا بأس أن تشعر بالضجر أو بعضًا من الألم حينما تجد من منحته الود ولُقِبَّ الصديق لشعورك الصادق نحوه أن يخذلك بعد أن كنت عونه وسندًا له بعد ربه في رجوعه للحياة بعد انتكاسات لا حصر لها ونفسية لم ترى للحياة الا لون ليلها، وحالا لا يبصر فيه وميضًا من أمل، وحزنًا يتسيد قلبه، ويدفن وجهه بكفيه محاولة للهروب، للإقرار، للإمهال، لاشيء يتغير، لا شيء يَعِدُ بما يبتغيه، و لا شيء يدفعه لأن يقف إذ أن الأحلام كالأيام صارت أبعدَ من النوال أو التذكر، يُرسل الأحزان لترجع إليه وعليها أثار دفع الهمة للوصول للقمة بعد انحدار، فأخذت بيده لأن الله سخرك له وجعلك عونًا له حتى وإن نكر ذلك وتغاضي عن ارهاقك وجهدك معه في كل الأوقات، في أوقاتك التي اخذتها من أهلك لتجعلها له ليفرغ ما به من عناء لك.
فلا تحزن إن عصفت بك الحياة يومًا ولم تجده، أن يطال منك التعب ولا يعينك، أن تحزن ولا يرضيك، فأصله لم يرتقي لك ووفاءه ونقاء قلبه لم يعرف سوي الجدب، منحت نفسك وروحك له، بعد أن اجتاز بفضلك بعد ربك معاناته وأصبح من اللاشئ إلى كل شئ.
دواخل الناس غريبة فلا تستعجل أن تلقبه بلقب يجعلك تندم عليه.
والجديد انهم يكتبون بإمعان وإسهاب عن الصداقة والود لحين استحواذهم على المنفعة ولا عجب في ذلك ابدا.
الصداقة قوة لا ندركها الا في أصعب الأوقات فما هي إلا اتكاء نفس على نفس وزينة في الرخاء ويدًا في البلاء. الصداقة هي أن تتورط وانا اتصرف،
فلا تسعي بروحك الممدودة تجاه من لا يمد طرف إصبعه، دع لكل الأشياء حرية الذهاب دون عودة فهو صديق معك في كل الظروف وليس على حسب الظروف وأنها كنز المخلصين.
فالصداقة الحقيقة معدن أصيل لا يمسه الصدأ أبدًا.
أليس اجدى بارواحنا وبالصداقات اللئيمة أن نتعلم كيف نلوح للآخرين ونغلق الباب بكل هدوء!
فما تبقى منهم إلا ظلال..
Post A Comment: