فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "أنها الدنيا لا تستقيم لأحد" 


أنا ضعيفٌ في المشافهة والإلقاء لِخَجَلي ، وقلمي أعلى بكثير من حديثي ، لذلك كثيراً ما يُصاب من يجالسني بخيبة أمل !

🌲يقول أحدهم :

حين زُرتُ شيخنا العلامة محمود الطَّناحي رحمه الله قلتُ له : 

يا دكتور أنا على ما قاله الشِّدْياق :

 في المشافهة يضيع نَفَس عقلي .

فابتسمَ وقال : 

شيخُنا محمود شاكر ليس جيّداً في الحديث ولا حاضِرَ الحُجّة أو قال كلاماً قريباً من هذا .

ثم قال لي :

 لأنّ تزويق الكلام يُنقصُ من العقل .

هكذا قال لي وهو رأي له ما يُؤيّده وله ما يَنقُضُه .

🌵وحين عاش الدكتور زكي مُبارك في العراق مدّة من حياته .

قال له بعض العراقيين :

 لماذا نراك في قلمك أقوى مِنك في حديثك فقال : 

حين أخلو بنفسي أكون مع زكي مبارك !

🌵وحين زار العلامة محمد بن جعفر الكتّاني دمشق امتلأ الجامع الأموي بأهلها لسماع درسه فلم يستطع أن يتكلَّم إلا بكلام ضعيف .

🌵وكان ميشيل عَفلَق عييّاً ضعيفَ الكلام .

اجتمع به جمال عبد الناصر فلما انصرفا قال عبد الناصر : 

عفلق طول الجلسة بيقول : 

يعني يعني ، وهوّ ما بْيَعنِيش حاجة ! 

🌵وكان أبو عليٍّ القالي والخطيب البغدادي وابن دقيق العيد ؛ في حديثهم دون أقلامهم ، هكذا ذُكِرَ في تراجمهم .

🌵وفي العصر الحاضر ؛ كان كذلك سيد قطب فقد كان حسّاساً شديدَ الخجل جدّاً كلامه أقلّ بكثير من قلمه .

وكذلك شوقي والرّافعي وكذلك كان العلامة محمد رشيد رضا ، حديثُه دونَ علمه وقلمه .. 

🌴وهذه مواهب وقُدَرٌ وقِسَمٌ يَمنُّ الله بها على من يشاء من عباده .

فهذا خطيبٌ مفوّهٌ ومتحدّث لا يُجارى ثم هو لا يُحسن كتابة حرف .

وذاك كاتب بليغ مترسّل لكنه ركيك اللسان ، ومن الناس من جمعهما أعني اللسان والقلم وهذا قليل في الناس :

 كابن تيمية وابن زيدون وطه حسين والعقاد .

🌴ومِن الناس مَن له حظٌّ وَسَط مِن هذين ، ومنهم من لا حظَّ له منهما .

وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .






Share To: