الشاعر الأردني / مصطفى ربايعة يكتب قصيدة تحت عنوان "الألوان"
الألوان
قبلَ اللوحة الكُبرى
كان اللون
يتفسح بالفراغ
ويندمج ببعضه
بمرح
فجأة ومن دون ميعاد
سقطَ القتل الأول
فأخذَ اللون دوره
فأعملَ الدليل على القتل
انقلبت الهيئة
فصار اللون هو الشاهد
والفاسد
في الخسف والكسف
والطوفان والموت الغريب
إمتهن المصائب
وتلبس اللون: الهيئة
على حسب
التناسق والاشمئزاز
وأُغلقَ عليها الباب
فأصبح يتناثر بجنون بين
الأسماء والأشكال.
*هذا الرّماديّ
هجسُ اللونينِ
ومنطقةُ
الوسط
لا مساحة
أو سماحة
لونُ الدّعكِ
والرّمادي بأس
الطّيبين من قيلولة
الفرح، في وصفِ العماء
اللا - لون.. لون الأعمى حين يصف مناحة الرؤى
وسديمُ البؤبؤ المبلول.
*الأخضر
مَغمضِ الطّفل حين
يُأمّن لُزجِ
أفعاله، وينام
سُقيا الشمسِ
من شميتها
الممتعة
كلما غضبت
تبرّم الأخضر وتهيء لموت
موسميّ.
*بلا.. للسّواد وجود
يأتي اللون
من طاقة
ويختفي
بالمزجِّ والظلام
إلا الأسود..
كردّةِ فعلٍ أكيدة
على الخيبة
القلّة
والسرور
تموت الألوان
ولا يموت
مع الخلود في السبيلين
الأسود موجود ويعلو ..
*الأحمر
سفّاح اللون
حين يأخذ
الشّكل الدّمويّ
مسّرةُ الموت
حمراء
ومغسلةُ الموتى
حمراء
وأسرّةُ المشفى
حمراء
وأسفُ النوح العشقي بعد وقبل الخلاف أحمر
يد الطبيب
ورائحة المقابر
وسلطة الجبرِ
ودكّان الضرائب
كلها حمراء
وعليه هوَ شموليّة
الخطر.
*الأبيض
كانَ شفّاف
ومَرِح
لم تراهُ الألوان
يدخل عليها
ولا يُضيف إلّا الظل
الطفيف
تم عليه النسيان
وأججهُ فخرُ الألوان
فــ صارَ أبيض
من الدعاءِ
والغبطة.
**والأصفر
نهنهة الأشجار
حينما تُستباح
بالقصِّ / النّتف
شمسٌ خجلة
رغم حُمرتها
تعجُّ بفعل الشعاع
نحو الارتطام
جعجعةُ الأليف
من جوعٍ أو جوع
وفتاةٌ
تلومُ البطء
راكدة مع هسهسة
السماوات العميقة
وجهٌ جائع
أو قائد حانق
لونُ المدارس
حين الأناشيد
والمعادلات
ولونُ الفضيلة
حين يشعر صاحبها
بالبؤسِ والفتور
اغتيال المُر
ووقت الإعدام
مقصلة فجريّة تفتح
شهيتها للمكسور
خطوات موسى
وقت تمرير الوقت
بالتيه
شؤون نكّل بها الآباء
كانت خاصة
غروب الشمس/المعبد
حينما (هذا أكبر)
الأصفر نورُ الحنق
يضيء ولا يضيء.
يسير بلا نهاية
في نشاطِ الأيام
في الاعتياد .
*الأزرق
فسحة المؤذّن
تغلغلُ المدائن
وغضب الطيور
من شغفها
حين تزيّنه بغدرها
الأزرق لونُ العذارى
ولون الصوت الهادئ
نقيض الملل
ورأفةُ الله على الكائن.
الشاعر الأردني / مصطفى ربايعة يكتب قصيدة تحت عنوان "الألوان"
Post A Comment: