أستفيق عند تغريد أسراب الطيور على أغصان الأشجار ، لم يكن يوماً روتينياً كالعادة ، فعندما كنت أشرع في السير على الناحية اليسرى بجانب الطريق رأيت على يميني ظلاً يتوارى فيه رجلٌ متوسط القامة والبنية قويُ العضلات يُخَيّل إليّ أنه في الخامسة والعشرين من عمره
-أهذا هو حبيبي التائه؟
أسرع باللحاق به وأنا أرتجف من قمة رأسي إلى أخمص قدماي ينتابني الذعر، فأقف مذهولةً بجمال ذلك الشاب ذو الغابة الكثيفة التي تنمو على ذقنه وخديه باللون الأسود
........
-مرحباً عزيزتي كيف لي أن أساعدك؟
-أظن أنني التقيت بك ذات يوم
-ولاأظن أنني نسيتك
وضع يده داخل جيبه ، خطوة تليها أخرى ، وقف أمامي وهمس:
كيف لك بنسيان قيصرك عزيزتي؟ وعيناه ترتسم شوقاً
-أأأأ ماذا قلت للتو؟
إقترب ناحيتي مرةً أخرى وهمس يسأل:
هل حقاً نسيتِني؟
بدأت الدموع تتساقط مطراً على خداي، عندما ذهب كل منا باتجاهٍ يصعب عليه اجتيازه وحيداً في ظل الأيام الثقال التي تخطوا طريقها أمامه لإشعال المشاق والخذلان
_بدت الأيام في بعدك ثقيلة، ثقيلةٌ جداً
آخذ نفساً عميقاً ثم انظر بدهشة في تفاصيل وجهه
كنت أخاف ان لا تنصفني الايام وأن لا انظر الى عينك مجدداً
غارقة في يأسي
اخوض حرباً مع نفسي كل يوم
تتفاقم الحروب يوماً بعد يوم ، ولا أزال انغمس في تفاصيلك...
يظن البعض أنني أبالغ بإنتظاري لك، و لكن بوصلتي دائماً اليك، كل اتجاهاتي وكل اختياراتي في انتظارك انت، مفرطة بتعلقي بك
لا اعرف كيف يكون الاحتواء إلا معك
فقرّب جبيني ناحيته، وقبلني بلطف...
ويخلق الله لك إنساناً لا تجد الامان إلا بقربه.
Post A Comment: