الكاتبة المصرية / رانية لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "رداء الكرامة"
رداء الكرامة رفعة يسمو بها الإنسان إلى مقام الشرف، هي مشكاة الوجود الإنساني، تتوقد بها الطلائع والمطالع وتسري بها لطائف المعارف لتصل إلى مجد الشرفاء، فتعلو على رغبات القلب فكانت للإنسانية أجلَّها وأعلاها.
الكرامة تتضح معناها دون أن تتكلم عنها، فهي الترفع عن كل مايسئ للنفس.
وأن اكبر حق تمتاز به النفس هو حق الحياة فإن هذا الحق لا يقوم إلا على مبدأ الكرامة الإنسانية.
فلا توجد الكرامة إلا لذو عقل سليم، فما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانًا وإنما يملك جماهير ذلولة،. تمطي له ظهرها ليركب، وتمد له اعناقها فيجر، وتحني لها رؤوسها فيستعلي وتتنازل عن حقها في العزة والكرامة فيطغى.
إن عدم الوعي بمشكلة الكرامة هي من أهم المشكلات الإنسانية، فمن لا يشعر بإحترام كرامته مستحيل أن يحترم كرامة غيره. وتسقط الكرامة في أحوال كثيرة متفرقة، الجميع يعلمها والبعض يعيشها ويحيا بدونها.
قد يتحمل الإنسان المرض والفقر والجوع لكن الإهانة والنيل من الكرامة مُرة لن يستسيغها الحُر الكريم.
فمن لا كرامة لهم فهم يموتون كل يوم أو ربما هم أموات حتى لو كانوا يتمتعون يالعافية، فمناطق الإحساس لديهم ميتة.
قديمًا قال المتنبي : مالجُرح بميت إيلام.
جميعنا يتمنى أن يعيش حياته وكرامته فوق كل شئ، ذلك لأن الكرامة الإنسانية نابعة بالأساس من الإيمان واليقين بالله عز وجل، فكيف بنا نبتعد عن طريق الحق والرفعة بالله ونطلب الرفعة من البشر؟!
الإنسان مُكرم لأنه منسوب إلى الله، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن حلقنا تفضيلًا" الإسراء ٧٠.
فلم تعطي الأديان الأخرى للإنسان الكرامة الإنسانية مثلما أعطاها لنا الدين الإسلامي، فما كان نزول الوحي على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أجل تبليغ البشرية الرسالة الإسلامية إلا شكل من أشكال الكرامة الإنسانية التي حظي بها المسلم.
فلم يمنح الله سبحانه وتعالى الخلافة لبنى آدم إلا تشريفًا وتكريمًا له.
فالكرامة رداء لا يسمو به إلا القليل وجوهر يمنح كل ناظر مايملأ عليه كل منافذ الإحساس ويرقي به إلى عالم الرفعة والشرف.
الكاتبة المصرية / رانية لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "رداء الكرامة"
Post A Comment: