الكاتب اليمني / محمد عبداللطيف سند يكتب "الانتحار فعل جبان"
الانتحار فعل جبان، او بالضرورة لا اخلاقي بعيدا عن ذات المنتحر، فإن تبعاته الاخلاقية تجعله فعلاً مُدان بكل الاحوال، من إيلام للجميع وإلانتقام منهم بطريقة غير مباشرة.
نعم قد يكون نتجة تعري كل اسباب البقاء ونفاذها، ولكن لهُ تبعات موازية، تجعل التفكير بتبعاته سبب للبقاء…. بمعنى مهما نفذت دوافع البقاء، وكانت الدوافع الذاتية للانتحار قوية فإن التفكير بتبعاته سبب جدير بعدم ارتكابه…
بربكم كيف حالة امّ المنتحر، كيف حالة القريبون منه هل ثمة ماسيمحي جرحهم الازلي، او يصحح التشوهات الداخلية التي ستُلحق بهم.
اليس نذالة وجودية ان تنتقم من الجميع وتنجوا بذاتك، غير أن النجاة بذاتك هنا ليست نجاة بقدر ماتكون جّبن وهروب، هروب نحو المجهول.
من الشجاعة مواجهة الحياة، محاربتها بكل بسالة، مهما تكن النتيجة فأنت منتصرراً، يكفي ان مازلت قيد الثبات..
ثمة تفسيرات كثيرة، لأسباب الانتحارلكن بعضها مبتذل.. لما لايكون الانتحار نتيجة هشاشة نفسية وجبن، لما لاتكون ردة فعل لاواعية نتيجة المرض النفسي والخروج عن طور الذات الواعية..
اختلاق المبررات، وجعل المنتحر بطل، يعتبر نوع من الهذيان العاطفي نتيجة الانصدام بالحادثة، و الحزن العميق… نوع من التضامن والتعبير عن اللوم لذواتنا.
لا اظن ان ثمة من عاقل بكامل وعية، يمكنة ان يقدم ع هذا الفعل، والوعي هنا هو ذالك الحدس الذي يمكنه من توقع تبعات فعلته، التفكير في مصيرة ومصير الاخرين، ع الصعيد الذاتي الحياة اقل رعباً من الموت، ع الاقل انت تمتلك الخيارين، فيما الانتحار هو اقتحام المجهول والقدوم ع عوالم قد تكون اكثر رعبا .ربما.
وع صعيد الاحساس بإلاخرين تذكر حالة القريبون منه، مدى انفجار الخبر بوجههم وكمية الجراح التي سيحفرها اعماقهم… .
لابد انه انفعال لاواعي، لم ينتحر فلاسفة الشر الذين كانوا يرون الحياة مجرد جحيم، والكون ارضية خصبة للشرور، إؤلئك الذين خنقهم كل شيء لم يقدموا ع فعل كهذا ..لابد انهم لم يفقدوا وعيهم،حينما كانوا يحدقون برعب الحياة وتراودهم الرغبة بالانعتاق منها لكنهم لم يتجرئوا، كان يروا الحياة اقل رعبا من المجهول، حتئ وان نظّروا وتحدثوا عكس ذالك. راسل مِثالاً.
ثمة قول ان الانتحار احتجاج ضد عدالة الوجود، ولكني اراء انه
لاتوجد عدالة في الوجود لنحتج عليها، الحياة حصيلة سعي وركض ذاتي، نعم ثمة نتائج مغايرة للسعينا وجهودنا لكنها حالات استثنائية ودوافع غير جديرة ان تكون سبب للأنتحار.
هنا لا اتحدث عن من انتحر اتحدث عن الانتحار كفعل مفصول عن االاشخاص، في ضل الترويج له كفعل بطولي من قِبل الكثير.
واكررر القول: ::
نعم قد يكون الانتحار نتيجة تعري كل اسباب البقاء، ولكن فعل له تبعات موازية تجعل التفكير بتبعاته سبب بقاء…. بمعنى مهما نفذت دوافع البقاء، وكانت الدوافع الذاتية للانتحار قوية فإن التفكير بتبعاته سبب جدير بعدم ارتكابه…
والسلام
Post A Comment: