فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "أحكام تتعلق بشهر رجب" 


ساعات ونستقبل شهرَ رجب ، أحدِ الأشهرِ الأربعةِ الحُرُمِ ، فلا تظلموا فيه أنفسكم التزِمُوا حُدودَ اللهِ تعالى في أنفسكم وفيما ولاَّكم الله رعايته من أهلكم أقيموا فرائضَ اللهِ واجتنبوا مَحارِمَهُ ، وأدُّوا الحقوق إلى أهلها وتعلَّمُوا أحكامه المتعلِّقة ومنها:

🌲أولًا : 

قال ابن حجر : 

لم يَرِدْ في فضلِ شهرِ رَجَبٍ ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيَّن ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديثٌ صحيحٌ يصلحُ للحُجَّة . 

🌲ثانيًا :

لا يجوزُ أن يذبح المسلمُ ذبيحةً تعظيمًا لشهر رجب .

فعن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : 

«لا فرعَ ولا عَتيرَةَ» .

والفرعُ : أوَّلُ النِّتاجِ كانوا يَذبحونَهُ لطواغِيتِهِم، والعتيرَةُ في رجَبٍ .

 رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.

🌲ثالثًا : 

كلُّ ما وَرَدَ في فضل صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلُّها ضعيفةٌ بل موضوعةٌ .

🌴قال ابن القيم : 

كُلُّ حديثٍ في ذِكْرِ صَوْمِ رجَبٍ وصلاةِ بعضِ الليالي فيهِ فهُوَ كَذِبٌ مُفْتَرىً .

فالذي يُشرع في رجب من الصيام هو ما يُشرع في غيره من الشهور ، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم.

🌲رابعًا : 

ذكَرَ ابنُ رجبٍ أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن تحريم القتال في الأشهر الحرم منسوخ ، لفعلِ الصحابة رضي الله عنهم.

🌲خامسًا :

هل للعمرة في شهر رجب مزيد فضل ؟

عن عطاءٍ قال : 

أخبَرَني عُروةُ بنُ الزبيرِ قالَ :

كُنتُ أنا وابنُ عُمَرَ مُسْتَنِدَيْنِ إلى حُجْرةِ عائشةَ وإنَّا لَنَسْمَعُ ضَرْبَهَا بالسواكِ تَسْتَنُّ قالَ : فقلتُ : يا أبا عبدِ الرحمنِ اعتَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رجَبٍ ؟

 قالَ : نَعَمْ .

فقلتُ لعائشةَ : أيْ أُمَّتاهُ ألا تَسمعينَ ما يقولُ أبو عبدِ الرحمنِ ؟ 
قالتْ: وما يقولُ ؟ 
قُلتُ يقولُ : اعْتَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رجَبٍ فقالت : 

«يَغفِرُ اللهُ لأبي عبدِ الرحمنِ ، لَعَمْرِي ما اعْتَمَرَ في رجَبٍ وما اعْتَمَرَ مِنْ عُمْرَةٍ إِلَّا وَإِنَّهُ لَمَعَهُ» 

قَالَ : وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ فَمَا قَالَ لا ولا نَعَمْ ، سَكَتَ .

 رواه مسلم.

فالعمرةُ جائزةٌ في أيِّ وقتٍ وفي أيِّ يومٍ وفي أيِّ شهرٍ وأفضلُه في رمضانَ وأشهرِ الحجِّ.

🌲سادسًا : 

تخصيص رجب أو بعض أيامه ولياليه ببعض الصلوات أو اعتقاد أن إخراج الصدقة والزكاة فيه أفضل من غيره من الشهور ، أو تخصيصه بزيارة المقابر ، أو تخصيصه بزيارة مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم وحُجرته ، فكل هذا إحداثٌ في الدِّين ، مخالفٌ لهدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم .

🌲سابعًا : 

لم يصح حديثٌ في فضل الدُّعاء في رجب .

وأما ما يُروى عن أنسٍ رضي الله عنه : 

أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا دَخَلَ رجَبٌ قالَ : اللهُمَّ باركْ لنا في رجَبٍ وشعبانَ وبَلِّغْنا رمَضَانَ» .

وكانَ إذا كانَ ليلَةُ الجُمُعةِ قالَ : 

«هذهِ ليلَةٌ غَرَّاءُ ويَوْمٌ أَزْهَرُ .

قال الهيثميُّ : 

رواهُ البزَّارُ وفيهِ زائدةُ بنُ أبي الرُّقادِ .

 قالَ البُخاريُّ : «مُنكَرُ الحديثِ» .

🌲ثامنًا :

 قال ابنُ رَجَبٍ : 

رُويَ أنه في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من ذلك .

فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلدَ في أول ليلة منه وأنه بُعث في السابع والعشرين منه .

وقيل : في الخامس والعشرين ولا يصح شيء من ذلك .

ورُوى بإسنادٍ لا يصحُّ عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره .





Share To: