ساعات ونستقبل شهرَ رجب ، أحدِ الأشهرِ الأربعةِ الحُرُمِ ، فلا تظلموا فيه أنفسكم التزِمُوا حُدودَ اللهِ تعالى في أنفسكم وفيما ولاَّكم الله رعايته من أهلكم أقيموا فرائضَ اللهِ واجتنبوا مَحارِمَهُ ، وأدُّوا الحقوق إلى أهلها وتعلَّمُوا أحكامه المتعلِّقة ومنها:
🌲أولًا :
قال ابن حجر :
لم يَرِدْ في فضلِ شهرِ رَجَبٍ ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيَّن ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديثٌ صحيحٌ يصلحُ للحُجَّة .
🌲ثانيًا :
لا يجوزُ أن يذبح المسلمُ ذبيحةً تعظيمًا لشهر رجب .
فعن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ :
«لا فرعَ ولا عَتيرَةَ» .
والفرعُ : أوَّلُ النِّتاجِ كانوا يَذبحونَهُ لطواغِيتِهِم، والعتيرَةُ في رجَبٍ .
رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
🌲ثالثًا :
كلُّ ما وَرَدَ في فضل صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلُّها ضعيفةٌ بل موضوعةٌ .
🌴قال ابن القيم :
كُلُّ حديثٍ في ذِكْرِ صَوْمِ رجَبٍ وصلاةِ بعضِ الليالي فيهِ فهُوَ كَذِبٌ مُفْتَرىً .
فالذي يُشرع في رجب من الصيام هو ما يُشرع في غيره من الشهور ، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم.
🌲رابعًا :
ذكَرَ ابنُ رجبٍ أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن تحريم القتال في الأشهر الحرم منسوخ ، لفعلِ الصحابة رضي الله عنهم.
🌲خامسًا :
هل للعمرة في شهر رجب مزيد فضل ؟
عن عطاءٍ قال :
أخبَرَني عُروةُ بنُ الزبيرِ قالَ :
كُنتُ أنا وابنُ عُمَرَ مُسْتَنِدَيْنِ إلى حُجْرةِ عائشةَ وإنَّا لَنَسْمَعُ ضَرْبَهَا بالسواكِ تَسْتَنُّ قالَ : فقلتُ : يا أبا عبدِ الرحمنِ اعتَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رجَبٍ ؟
قالَ : نَعَمْ .
فقلتُ لعائشةَ : أيْ أُمَّتاهُ ألا تَسمعينَ ما يقولُ أبو عبدِ الرحمنِ ؟
قالتْ: وما يقولُ ؟
قُلتُ يقولُ : اعْتَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رجَبٍ فقالت :
«يَغفِرُ اللهُ لأبي عبدِ الرحمنِ ، لَعَمْرِي ما اعْتَمَرَ في رجَبٍ وما اعْتَمَرَ مِنْ عُمْرَةٍ إِلَّا وَإِنَّهُ لَمَعَهُ»
قَالَ : وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ فَمَا قَالَ لا ولا نَعَمْ ، سَكَتَ .
رواه مسلم.
فالعمرةُ جائزةٌ في أيِّ وقتٍ وفي أيِّ يومٍ وفي أيِّ شهرٍ وأفضلُه في رمضانَ وأشهرِ الحجِّ.
🌲سادسًا :
تخصيص رجب أو بعض أيامه ولياليه ببعض الصلوات أو اعتقاد أن إخراج الصدقة والزكاة فيه أفضل من غيره من الشهور ، أو تخصيصه بزيارة المقابر ، أو تخصيصه بزيارة مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم وحُجرته ، فكل هذا إحداثٌ في الدِّين ، مخالفٌ لهدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم .
🌲سابعًا :
لم يصح حديثٌ في فضل الدُّعاء في رجب .
وأما ما يُروى عن أنسٍ رضي الله عنه :
أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا دَخَلَ رجَبٌ قالَ : اللهُمَّ باركْ لنا في رجَبٍ وشعبانَ وبَلِّغْنا رمَضَانَ» .
وكانَ إذا كانَ ليلَةُ الجُمُعةِ قالَ :
«هذهِ ليلَةٌ غَرَّاءُ ويَوْمٌ أَزْهَرُ .
قال الهيثميُّ :
رواهُ البزَّارُ وفيهِ زائدةُ بنُ أبي الرُّقادِ .
قالَ البُخاريُّ : «مُنكَرُ الحديثِ» .
🌲ثامنًا :
قال ابنُ رَجَبٍ :
رُويَ أنه في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من ذلك .
فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلدَ في أول ليلة منه وأنه بُعث في السابع والعشرين منه .
وقيل : في الخامس والعشرين ولا يصح شيء من ذلك .
ورُوى بإسنادٍ لا يصحُّ عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره .
Post A Comment: