الكاتبة رانية لبيب تكتب مقالًا تحت عنوان "روضة الرضا" 


نحن نرى أن السعادة في الرضا فهو يُمثل نسبة كبيرة جدا من السعادة، ليس سهلًا أن يحصل الإنسان على الرضا فهو صعب لضعيف الإرادة الذي لا يعترف بأن السعادة أساسها الرضا والقناعة بالموجود.
فالرضا الذي يجلب السعادة هو الإيمان بأن كل شئ سواء كان خيرًا أو شرًا فهو من الله وحتى لو كان به ضرر أكثر من نفعه.
فالله لا يضر عبدًا مؤمن حتى ولو لم يستوعب العقل لذلك.
نحن لايمكننا أن نتعامل مع عطايا الله على أنها حق مكتسب فلابد من معرفة أن العطايا هي من فضل الله ونعمة منه ومن ثم يدفع الإنسان للعطاء ومن ثم للراحة النفسية التي يشعر بها من رضا الله عليه وشعور الإمتنان لنفسه على كل مايفعله من جهد وصبر وحب وعطاء
فأنت في معية الله وفي إمداد يجمعك ويرفعك ويغنيك وفي روضة الرضا ونعيمها تحييك.
عظموا أشيائكم البسيطة، فمن رضى أحاطه الله بنسيم الرحمة وعبير المغفرة فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت فأرضى وإن لم تستطع فأصبر.
‏‏ففي هذه الدنيا منح ومحن، وأفراح وأتراح، وآمال وآلام فدوام الحال من المحال، والصفو يعقبه الكدر، والفرح فيها مشوب بترح وحذر. وهيهات أن يضحك من لا يبكي، وأن يتنعّم من لم يتنغَّص، أو يسعدَ من لم يحزن!
فالسعادة هي أن تسكن روحك روضة الرضا.
قال ابن القيم :
إن الرضا يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليمًا نقيًا من الغش والدَّغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضا، كان قلبه أسلم.
فالرضا هو سلامة القلب.






Share To: