الكاتبة السودانية تبيان مجاهد تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "عطاءُ الحوجة" 


كانت تبكي في داخلها، تصرخ بصمت، تشكي ألمها للوسادة، وتخرج لهم كي تربت على أكتافهم، وتمسح دموعهم، و تصغي لهمومهم.   
كانوا يظنون أنها إيجابية؛ ولكنها ومع الأسف كتلة من السلبية في داخلها، كانت تواسي الجميع وتبكي بمفردها؛ فهي وحيدة رغم اجتماعيتها، تدعي السعادة  لتخفيَ عمق حزنها، ترشد الناس ولا تعرف كيف تغادر المتاهة. 
كانت  تضحك لتخفي كمّ الدموع بداخلها ،إنها حشد من الكلام المؤجل؛ حتى أنك تخالها ستنفجر لو تحدثت، إنها ملائكية تعطي دون أن تأخذ، تجعل من أحزانهم سعادة، من ضيقهم فرج، تساعد وتفتقد المساعدة.
كان ينتابها شعور الوحدة، شعور أن تظل في عمق القاع دوماً، لا أحد يحاول انتشالها أو يبديها اهتماماً حتى، فقط تقف مكانها وتساعدهم على الصعود لوصول القمة، لتبقى هي عالقة إلى الأبد. 
كانت روحٌ تتجسد عليها متطلبات الجميع، تجبر بخواطرهم وخاطرها مكسور، طبقت مقولة "فاقد الشيء يعطيه" أعطت دون أخذ، آنست ولم تجد من يؤآنس وحدتها، لم تجد من يرمم خراب قلبها الذي بات شظايا وسقطت هي إثر ذاك الحُطام.






Share To: