إلى الحياة وما أغرتُه بكل شابٍ عاطش للغوص في ثكنات شبابه ، إلى كل شيبٍ راح شبابه ولم يعد وأصبح في زاوية بيته متفكرًا كيف كان الشباب قديمًا وكيف أصبح حاضرًا !.
نعم إلى والدي العزيز الذي كان يسرد قصص بطولاتي عندما أُصبح شابًا ، إلى سؤالهِ العميق الذي يردُني بين آنية وأخرى ، ماذا تريد أن تكون يا طفلِ العزيز ؟ .... أريد أن أكون ذو اسمٍ لامعٍ في أرجاء وطني وصفحات التاريخ ، ذو اسم خيري يحبه كل من يسمع به.
والدي لماذا لا تسألني هذا الآن ؟! ... لقد لقيت الإجابة في هذا العمر وبعد هذه السنوات التي قضيناها نحلم في سُلم الصعود ، بحثًا في إجابة سؤالك يا أبي .
لكن ماذا أجيبك! ولا إجابة في وطني ، سوى تحالفٌ أرعن يحلق في السماء كل يوم ، ليقتل الآبرياء ويدمر الإجابة التي كنت أبحث عنها في سؤالك ، أو المرتزق من أبناء الوطن لصالح دول خارجية لا تسعى سوى وراء مطامعها ومصالحها في وطننا.
نعم والدي لقد تخرجت قبل عام ، رغم الألم والوجع الذي يثخن شريان الوطن ، رغم أزيز الرصاص وأصوات المدافع والدبابات ، وتحليق الطيران فوق أرض الوطن ، رغم ذلك تخرجنا أنا وأصدقائي الذين عرفتني بهم الجامعة وأصبحوا عائلتي ، تخرجنا في زمان كورونا نعم لمن لا يذكر يا والدي فأنا من دفعة كورونا .
كورونا هو فايروس اجتاح العالم أجمع يا أبي... وقتل الجندي والطالب والمعلم والدكتور ، ومنع الصلاة في الجوامع والتجمعات في الأسواق ، وأُغلقت المحلات التجارية والمدراس والجامعات.
نبذة مأساوية من عصر دخول الفايروس العالم ، أبتي إبنك اليوم بلا إجابة ، يمكن للحياة هزيمتُنا وقتًا ، لكننا نتغلب عن ذلك فمن جاهد انتصر حتمًا.
آسَّفي إليك والدي لم أستطع أن أخبرك بما يسر وجنتيك ، وأنت منتظر ذلك مني بعد هذه السنوات ، فهذا هو حال وطني نبكيه ويبكينا ، ف إلى أين الوجهة يا وطني ؟!.
Post A Comment: