الكاتبة المغربية / إكرام لعرج تكتب نصًا تحت عنوان "المختلفة "




بينما كنت جالسة انتظر مجيئ الطبيبة ، اقتربت مني احداهن لتهمس قائلة،  انك فتاة غريبة نوعا ما لست كبنات  جيلنا،  هلا حدثتيني قليلا عن نفسك . 

ابتسمت ابتسامة هادئة فقلت دائما ما اسمع مثل هاته العبارات لكن مالذي تودين معرفته بالضبط؟ 

هتفت بكل حماس: كل شيء 

-حسنا انا كل شيء ولا شيء،  انني مزيج من التناقضات ، ربما انا فرحة طفولية و ربما رماد عنقاء لن تبعث من جديد تستطيعين القول اني إحدى حكايات جدتي العالقة في إحدى زوايا الذاكرة ولا استبعد ان اكون فتاة بقدرات خارقة للعادة .

جاء صوتها محتجا متسائلا: اتحاولين التلاعب بي ، من تكونين ؟رقية ام عائشة او خديجة  ؟

بابتسامة غامضة :انا كل هذه الأسماء. 

-عبثا احاول كشف ما تحاولين اخفائه. 

-مهلا يا أخية،  ماذا عساي ان اخفي ؟ ام أخبرك اني قد حفظت درسا واحدا في حياتي   

-اعذريني قاطعت كلامك لكن اي درس هذا ؟

-انه صدق السلوك و الكثير من الغفران يا اخية،  انا فقط مسكونة بالآخر .

-انك شديدة الغموض كيف يعقل ان تكوني مسكونة بالآخر؟

-تستطعين القول  انه امتداد لأنا المبعثرة وعنوان نص هوية قيد التشكيل.

هل أحببت يوما ؟

- حسنا انا مغرمة بضحكة طفولية بريئة ومسكونة بقوة تلك المرأة التي واجهت كل صعاب الحياة بكل بشاشة وجه ، احب كيف نتمرد على قوانين القبيلة او بالأحرى على عادات الآخرين وتقاليدهم فلتذهب للجحيم .

-عذرا والله اني ازددت رغبة في اكتشافك فإني أشعر انني ازداد تيها فغموضك يزداد تجليا في كل كلمة تنطقين بها ، وما سر الأسود هذا لباسك كله اسود حتى حذاؤك اسود و هاتفك اسود ، ما سر صمتك هذا وما سر صوتك الهادئ ، وما سر غموضك هذا كله ؟

- لا تكبري الموضوع يا اخية ، اني هكذا هادئة كهدوء الليل قبالة الفجر ، اني والأسود وجها الغموض اني والكتمان رفقاء درب طال به الأمد،  عذرا اني اعتدت العزلة احببتها وعشقتها ،ادمنتها لدرجة اني احيانا أود أن اعتزل حتى نفسي اني صراع بيني وبيني اني ذكريات طفولة منسية وتطلع لمستقبل مجهول اني انا معزوفة موسيقية عجز المغنين على ادائها اني معادلة رياضية حار العلماء في اجاد حل لها  ، اني عاشقة لسكون الليل والصباح الباكر حيث يغيب ضجيج البشر،  عبثا تحاولين فهمي، لن تستطيعي .

-حسنا لكن يبدو أنك طيبة القلب ونقية الفطرة ومسامحة ، تتجاوزين أخطاء الآخرين بصفح منقطع النظير ، تملكين براءة الأطفال و حكمة شيوخ طال بهم الزمن وعاشوا تجارب عدة  ، اني معجبة بك  أختاه بالرغم من كوني قد رأيتك اليوم فقط فسبحان الذي منحك كل هذا القبول .


الكاتبة المغربية / إكرام لعرج تكتب نصًا تحت عنوان "المختلفة "


Share To: