الكاتبة السودانية / ولت دلام العامرية تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "في ذات نهارٍ افترقنا"



 

قبل عامين ونظرة حب من الآن افترقنا ... بعدٌ جغرافيٌ لا يشكل فرق لانثى اعتادت بعده في وجوده  الصامت كان نهاراََ صافياََ يتنفس عذوبة الربيع ، التقينا في موعدٍ حددناه معاََ . وكالمعتاد لم نتبادل الحديث الا لماماََ، بعدها ساد صمت يحكي كل مالم ولن يقال لم نكن بحاجة لمفردات لغة الضاد لاسعافنا وكسر ذاك الصمت!! للحظة لم تدم طويلاََ التقت اعيننا لتتشابك معاََ، كيف لنظرة ان تسكن العالم وتوقِف الوقت ؟ يوم توقف كل شئ عن الحراك سوا عينيك التي التهمتني حتى اخمس قدمي ،   شعرت بشئ كلسعة الكهرباء، ترى بماذا كانت تتوعدني عينيك يا رجل ؟ فكانت هناك لغة ابلغ تتحدث  وتحكي كل شي، وبينما نحن كذلك سرعات مادقت ساعة الانذار لتخبرنا ان وقت الرحيل قد حان... وآنت لحظة  رحيله لحظة الوداع لحظة التفرقة اللعينة، ثم وبحركة سريعة وقف  امامي مباشرة ثم شدني اليه بلطف وغمرني بذراعيه   القويتين.... 


وبحركة غريزية دفنت انفي في صدره العريض، تنفست رائحته، التي لم ينفك اريجها من انفي طوال اليوم.... شعور قاسً هو ذاك، كنت اشعر بالدوار والغثيان تسارعت نبضات قلبي اكثر واكثر كاد يخرج من بين اضلعي،  احسست بضعفي وقلة حيلتي شعرت باصطكاك ركبتاي فقدت قوة اتزانهما وكأنهما يحملان ثقل الارض وليس بجسمي النحيل، ، كنت اسمع صوت انفاسي المتقطعة تارة تعلو واخرى تنقطع لدرجة الاختناق،،،، للحظة اصبحت كمصاب الربو االذي فقدَ قنينة دوائه.... ثم واذا به ينظر الي بعينيي مودع، كدت ان انهار ان اجثو علي ركبتيه ان اتوسله اللا يفارقني اللا يرحل ، كدتُ ان اهزم امام ادعاء القوة الذي كنت ارتديه،، ولكن انى لي ذاك الصمود امامه تلك اللحظة لا ادري... كان هيكلي الخارجي ما زال محافظا علي هدوءه .. فقط الصمود والصمت كانا يسودان اللحظة.... بعدها اولاني ظهره وذهب كنت ارى تباعد خطواته، لم يكن لوحده الذي يذهب قلبي أيضاً ارد ان يخرج من قفصه الصدري ويذهب معه ليُحِلَ اينما يُحِلُ حبيبه...

بعدها اخذ مجلسه بالسيارة ورفع يده ليلقي اخر تحية،، تحية مودع تدمي بقلوب محبيهِ... كنت انظر في وجهه علني اروي ظمأ عيناي بالنظر الي وجهه للمرة الاخيرة،،، 


بعدها حرك السائق اللعين سيارته ليقودها مسرعاً دون ان احي حبيبي الذي يجلس خلفه،،، ودون ان يكترث  بان احداهن عُلق قلبها وعقلها وكل مافيها بسيارته التي لا تنفك بان تشبهه في اللعنة......

كنت ارى واشاهد تباعد سيارته الى ان اختفت وراء الضباب....

ذهب إلى حيث يريد، نحو تحقيق الاماني، وماذا عن احلامي التي ليست إلا سواه،  ذهب  غير مدرك ماسيخلفه غيابه فيّ، تُرى ماسيكون مصيري بعد هذه اللحظة؟ هواجس كثيرة اجتاحتي لحظتها كيف ساواصل المسير دونه لطالما كان عكازي الذي اتكئ عليه بكل ثقلي، لطالما كان الروح التي تسكن جسدي ماذا سيحدث حين تفارق الروح الجسد؟ تركت العنان لدموعي التي كانت حبيسة منذ فترة ليست بالقليلة تهالك جسدي وكان هناك مايجذبني نحو الارض ،فجأة بدأت الغرفة مظلمة وشعرت ان كل ماحولي بدا يكسوه  السواد والظلام وكقطعه قماش تتمايل فتسقط ارضا هويت مغشيا علي ولم اشعر بشيء بعدها....



الكاتبة السودانية / ولت دلام العامرية تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "في ذات نهارٍ افترقنا" 


Share To: