الكاتب اليمني / عبدالرحمن مكرد يكتب مقالًا تحت عنوان "من المسؤول ؟!"
ما قام به الشاب فيصل ليس إلا شيئًا يُريح نفسه من ضنك الحياة ، وفيصل واحدٌ من بين مئات الشباب الذين يفكرون بأن يتخلصوا من ثخنات هذه الحياة البليدة التي أصبحت لاترحم أحد ، ولا تفرق بين طفل أو شاب أو عجوز لتلقي عليهم مسؤوليات تفوق قدراتهم وتثقل طاقاتهم في مجمتعٍ تكالبات عليه أيادي الدمار والخبث.
أن تكون راغبًا بالموت وهناك جامحٌ في النفس يدفعك للبقاء شيء نادرٌ في مجتمعنا وشبابنا ، فأين الذين يخففون عنهم المعاناة والمشّقة ، ويسمعون لصيحاتهم التي تصدر داخلهم محاولين عدم سماعها من حولهم وإن صاحوا في الملاء فلا مجيب لهم ، ماذا يريدوا من هذه الحياة غير البقاء بسلام!.
فما قساوة الحياة إلا اختبار للإنسان ، لكننا في وطنٍ لم تعُد فيه القساوة اختبار بل واقعٌ مستمر صُنع بأيادي وحوش الساسة المتغطرسون ذوي المصالح المعبودة للخارج.
فلا يُخفى على أحد ما يؤل إليه وطننا بسبب هذه الصراعات الدائرة بين أطراف النزاع منها:-
القتل بلا رحمة كم نرى من أناسٍ تحولوا إلى مجرمين ، الأب يذبح ولده ، والولد يقتل أباه ، والأخ يقتل أخاه ، وفلان شنق نفسه ، وفلانة أُغتصيبت ، وطفل فقد أو خُطف ، وأحدهم سرق ، والآخر أختفى ، كم من الحوادث والجرائم عمت الوطن من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ، قتلٌ لأتفه الأسباب وحوادث تزداد كل يوم بلا حساب.
كل هذا يحدث في وقتنا الحاضر ، فما الحال الذي سينتج بعد انتهاء هذه الصراعات والحروب بربكم ، أليس الأسوء مما نعيشه الآن فلما التقاعس ، نبكي لفترة ونندب حظنا حتى تأتي حادثة أخرى تنسينا ما قبلها وهكذا .
الأبد معشر الأمة من وعي مجتمعي يسود أرجاء الوطن من هذه اللحظة ، والأبد من تفادي هذه الحوادث والعمل على نشر الوعي والتثقيف في المجتمع واحتضان شبابه ومعرفة المعانات ، ووضع العلاجات ، وغرس القيم الدينية في النفوس وإخراجهم مما هم فيه ؛ وإلا ساد الجهل وعمت الضغينة وكثرت الفواحش وسقطت الدموع ولا فائدة من قولنا لو كن سنكون!
الكاتب اليمني / عبدالرحمن مكرد يكتب مقالًا تحت عنوان "من المسؤول ؟!"
Post A Comment: