🌲للتوبة ثلاثة شروط
فكم ذقت يا أخي مرارة الذنوب ، فهلا تذوقت حلاوة القرب من علام الغيوب ؟
🌲للتوبة ثلاثة شروط :
🌵أن يندم على فعلها = هذا شرط في الماضي .
🌵أن يعزم عزما جازما ألا يعود إلى مثلها أبدا = شرط في المستقبل .
🌵أن يقلع عن المعصية الآن ويقطعها إن كان متلبسا بها = شرط في المضارع .
فإذا كانت المعصية تتعلق بآدمي كالسرقة ونحوها فهناك شرط :
🌵رابع وهو : رد المظلمة إلى صاحبها .
ولعل أول ذنب تحدثه بعد توبتك يا أخي هو :
أن تسيء الظن في ربك ؛ فتظن أنه لن يغفر لك ولن يقبلك ، وأن ذنبك أعظم من رحمته !
فهذا من كيد الشيطان ليصدك بتطويل غفلتك ، وإضعاف همتك وإقعادك مع المتأخرين الخاسرين !
بل مهما كبرت ذنوبك فربك أكبر ، ومهما تكرر ذنبك بعد التوبة فمغفرة الله أكثر ، ومولاك يغفر لك كلما تبت !
استعن بالله وابدأ صفحة جديدة عنوانها الطمأنينة وانشراح الصدر !
🌵قال لي غير واحد :
إذا تبتُ إلى الله ، وأنبتُ وعملتُ صالحًا ، ضيّق عليَّ رزقي ، ونكّد عليَّ معيشتي ، وإذا رجعتُ إلى معصيته ، وأعطيتُ نفسي مُرادها ، جاءني الرزق والعون ونحو هذا .
فقلت لبعضهم :
هذا امتحان منه ، ليرى صدقك وصبرك ، وهل أنت صادق في مجيئك إليه ، وإقبالك عليه فتصبر على بلائه فتكون لك العافية ، أم أنت كاذب فترجع على عقبك .
🌲قال تعالى :
{إنّي أخافُ إنْ عصيتُ ربّي عذابَ يومٍ عظيم}.
وفي الآية الكريمة :
إيذانٌ بأنّ مِنْ طوى قلبَه على اليقين بالآخرة ، وأشعل جذوةَ الوجل في صدره مِن عذابها الأليم ؛ انقمع عن مقارفة الآثام ، وانزجر عن الإلمام بالعصيان ، وتهيّب ركوب متن المظالم ، وانبعث إلى سلوك سبيل الاستقامة ، وملازمة صراط الهداية !
🌲ولهذا يقول ابن القيم فى كتابه " مدارج السالكين " :
حُكيَ عن بعض العارفين أنه قال :
" دخلتُ عَلَى اللهِ منْ أبْوابِ الطاعاتِ كُلِّهَا ، فَمَا دَخَلْتُ منْ بابٍ إلا رأيتُ عَليهِ الزِّحَام ، فَلَمْ أتمَكّنْ مِن الدُّخُولِ .
حتّى جِئتُ بابَ الذُّلِّ والافتِقارِ ، فإذا هوَ أقرب بابٍ إليهِ وأوسعُهُ ، ولا مُزَاحِمَ فيهِ وَلا مُعوِّقَ .
فما هُو إلا أنْ وضَعتُ قَدَمِي فِي عَتَبتِهِ ، فإذَا هُوَ سُبْحانهُ قَدْ أخَذَ بِيَدِي وأدخَلَنِي عليه" .
🌲ولهذا من جوامع الدعاء :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
دخل علي النبي ﷺ وأنا أصلي وله حاجة فأبطأت عليه، قال :
« ياعائشة ؛ عليك بجُمَلِ الدعاء وجوامِعِه » .
فلما انصرفت قلت : يا رسول الله وما جمل الدعاء وجوامعه ؟
قال قولي :
« اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل .
وأسألك مما سألك به عبدك ونبيك محمد ﷺ وأعوذ بك مما تعوذ منه عبدك ونبيك محمد ﷺ وما قضيتَ لي من قضاء فاجعل عاقبته رشدا ».
رواه البخاري .
🌲وأخيراً :
{فمَن زُحْزِح عن النّار وأُدْخِل الجنّةَ فقدْ فاز}.
ليس فوزًا أن تملك القناطير المقنطرة مِن الذهب والفضة ، أو تسكن البروج الشامخةَ الشاهقة ، أو تمتطيَ السيّارة الفارهة الرائقة ، أو تكتنزَ الأموال المتكاثرة الهائلة ، أو تحتميَ بجيش عرمرم ذي لجب ، إنما الفوز الحقيقيّ الذي لا يعتوره خسار؛ أن تنجوَ مِن النيران ، وتلجَ الجنان ، والطريق إلى تلك الغاية الباسقة واضح جليّ لا لبس فيه :
{ومَن يأتِه مؤمنًا قد عمِل الصّالحات فأولئك لهم الدرجات العُلى * جناتُ عدنٍ تجري مِن تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء مَن تزكّى}.
Post A Comment: