الكاتب المصري / إبراهيم الديب يكتب قراءة في كتاب "دفاع عن محمد "صلى الله عليه وسلم" ضد المنتقصين من قدره "




كتاب للدكتور العلامة: عبد الرحمن بدوى: كتبه خلال إقامته فى باريس وفى أيامه الأخيرة دفاعا عن نبي الإسلام بعد تصاعد موجهة الهجوم عليه وعلى الإسلام من خلال الهجوم على شخصه الكريم ...

أعتقد أنه ليس هناك من هو أفضل من الدكتور بدوى ليكتب هذا الكتاب فهو قد :هضم التراث الغربي فلسفة وثقافة وأساطير قراءة وتذوقا وشرحا وتحليلا وتدريسا وكتابة على فترة طويلة على مدى عقود ،ثم فعل ذلك أيضا متأخر نسبيا مع الفكر والثقافة الإسلامية ،وهو  على اطلاع بكل  علم بما يكتبه بعض المستشرقين وبما يسددونه من سهام الحقد والهجوم والزيف والافتراء لنبي الإسلام .

 فقام عبد الرحمن بوازع من عقيدته  بالرد عليهم وبتفنيد كل هذه  الأكاذيب ودحضها مستخدما منهجهم وطرق بحثهم فهو القادر على السباحة في بحار الفلسفة والفكري الغربي وعنده القدرة على الكشف عن مواطن السم بداخل العسل هذا ما قام به فى هذا الكتاب الرصين  فقد سيطرة على ذهن الغرب وخاصة فى العصور الوسطى فكرة الشرق الشرير،  وخاصة الإسلام فقد وضعوه هو ونبيه فى صورة الشيطان ،والشر المطلق.


 احتلت ذهنية غالبية الشعوب في العالم الغربي صورة  من صنع" بعض" رجال الدين اليهودي والمسيحي و التي استقرت هذه  الصورة وسكنت ذهن الغرب وتصوره للشرق وكان الشرق دائمآ ما يقرن بدين الإسلام ونبيه كما ذكر ذلك ادوار سعيد فى كتابه" الاستشراق " فكانت الكنيسة هي من تضع تصور للعالم  ،و وأيضا للأخر وكان هذا الآخر هو الشرق وبالأخص العالم الإسلامي وبالتحديد الدين كمنهج وتصور للحياة للإنسان بأنه خليفة الله في الأرض ،  كان رجال الدين تقوم ببث صورة زائفة فى ذهن شعوبها وتشكل عقولها برعبه من الإسلام كنص قبل تخويفهم من المسلم .خوفاً  على عقول رعاياها من فهمهم الاسلام بصورة صحيحة ، كان" بعض" رجال الدين الغربي تتقرب إلى الله بلعن الإسلام ونبيه عن جهل مطبق وكانت تجعل بينه وبين النص الأصلي للفكر الإسلامي الصحيح حاحزا منيعا فقد تشكلت هذه الصورة السيئة عن الإسلام عبر قرون طويلة عبر تركمات حتى طمست الصورة النقية للإسلام ، 


و مما ساعد على انتشار هذه الصورة الذهنية التي اختزلت الشرف والإسلام بالشر المطلق : قلة احتكاك الشعوب الغربية  بالعالم  العربي الإسلامي فى تلك الفترة وقلة مصادر الفكر الإسلامي وانتشاره حتى كانت فترة الحروب الصليبية والدراسة فى الأندلس وصقلية فبدأت الشعوب التعرف على الفكر الإسلامي مباشرة وتتلمذوا عليه ثم كان من تأثير وثمرة  هذا الاحتكام  كان عصر الاحياء الذى سبق عصر النهضة الأوربية... ترسخت صورة الشرق الشرير الذى يمثله الإسلام ونبيه فى ذهن الشعوب الغربية ... فتصدى لكل ذلك فيلسوفنا ومفكرنا الكبير عبد الرحمن بدوى للتصدي لكل ذلك ،إنه كتاب فذ فى علم تاريخ الأفكار والوعى بها ...الله أسأل أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناته رحم الله مفكرنا وفيلسوفنا الكبير وأدخله فسيح جناته...



الكاتب المصري / إبراهيم الديب يكتب قراءة في كتاب "دفاع عن محمد "صلى الله عليه وسلم" ضد المنتقصين من قدره "



Share To: