حديث الجمعة القدوة الحسنة 41 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف




تابع موضوع بعض خصوصيات النبى صلى الله عليه وسلم أيها إلقارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله تعالى به عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وما ذكرته  لك غيضٌ من فيض وقليل من كثير مما اختص الله به البشير النذير دون غيره من الأنبياء والمرسلين وحدثتك بإيجاز عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالجماد

واليوم بإذن الله تعالى أحدثك عن رحمته صلى الله عليه وسلم

بالعجماوات من الطير والحيوانات فكان صلى الله عليه وسلم رحمة لمن على الأرض جميعا، كما قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }(الأنبياء:١٠٧

وينطلق الهدى النبوى للرحمة بالحيوان في توازن يجمع بين منفعة الإنسان، وبين الرحمة والرفق، فيأمر برحمة الحيوان وعدم القسوة معه، ولا يتجاهل احتياجات الإنسان الغذائية والمعيشية التي تتطلب الانتفاع به .. ومن ثم فلا يسمح بالعبث بالحيوانات أو إيذائها أو تكليفها ما يشق عليها، ولا يوافق على قول بعض جماعات الرفق بالحيوان المعاصرة التي تدعو إلى منع قتل الحيوانات بالكلية، تذرعاً بالرفق معها وحماية حقوقها ..

ومن الرحمة بالحيوان والطير في هدى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه لا يجوز تعذيبها ولا تجويعها، أو تكليفها ما لا تطيق، ولا اتخاذها هدفا يرمى إليه، بل وتحريم لعنها، وهو أمر لم ترق إليه البشرية في أي وقت من الأوقات، ولا حتى في عصرنا الحاضر، الذى كثرت فيه الكتابات عن الرفق بالحيوانات 

وقد شدد النبى ـ صلى الله عليه وسلم على : ـ 

-المؤاخذة على من تقسو قلوبهم على الحيوان ويستهينون بآلامه، وبين أن الإنسان على عِظم قدره وتكريمه على كثير من الخلق، فإنه يدخل النار في إساءة يرتكبها مع الحيوان، فقد دخلت النارَ امرأةٌ في هِرَّةٍ، حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها.. وفي المقابل دخلت الجنة امرأة بغي في كلب سقته، فشكر الله تعالى لها فغفر لها 

وإن استقراء صور الرحمة بالحيوان في سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر يطول، فقد تعددت مظاهر وصور هذه الرحمة، ومن ذلك :

نهيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن اتخاذ شيء فيه الروح غرضا يُتعلم فيه الرمى فعن سعيد بن جبير ـ رضى الله عنه ـ قال : ( مَرَّ عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر : من فعل هذا؟، لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا )رواه مسلم 

وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : أنه دخل على يحيى بن سعيد وغلام من بنى يحيى رابط دجاجة يرميها ، فمشى إليها ابن عمر حتى حلها، ثم أقبل بها وبالغلام معه، فقال : ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل، فإنى سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل رواه البخارى . والتصبير : أن يحبس ويرمى .

ومن رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نهى أن يحول أحد بين حيوان أو طير وبين ولده .

فعن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة (طائر صغير) معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ(ترفرف بجناحيها)، فجاء النبى صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ( من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها رواه  أبو داود.  هذا ولا يزال الحديث موصولا عن رحمة سيدنا محمد الحبيب بالعجماوات إن كان فى الأجل بقية وإن كانت الأخرى فنسأل الله خير الحياة وخير الممات 

راجيا من الله لى ولكم شفاعة خير البريات عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليمات



حديث الجمعة القدوة الحسنة 41 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف


Share To: