الكاتبة / أبرار كمال تكتب نصًا تحت عنوان "لقد ذَبُل القلبُ حَضرة الساقِي" 

 


خلايايّ تشمئزُ من هذا العالم، وعلى كتفِي غُرابٌ حزين، ينهشُ رأسي كُل يوم.

عجبًا!
ما خَطّبُ قلبي هاربٌ حتى مِن نفسي أتظنه آتٍ اليكَ؟! 

ضحكتك فقط تُجدد لذة الحياة بداخلِي. بعدَ كُل نظرةٍ إلى الجِدار؛ 

أدفنُ رأسي تحت الوسادة، أهمسُ للقلبِ أن اهدأ، لتبدأ کلماتك بالقفزِ في قلبِي، يتسارعُ النبض، وتتدافعُ حروفُ اللغة لتصرخ أعلى رأسي!

أنوي إفراغ شعورِك، أمسك بالقلم فيزدادُ ضجیجك في جوفِي، كيف لي أن اکتُبك! 

ألتقطُ حرفًا، لِيهرب سبعٌ وعشرون حرفًا فزِعًا مِن فرط الشعور، أخطُّ کلمةً لِتسري ضحِكاتك في جسدي فتتطايرُ ألف کلمة، أُحدقُ في الجُدران فتبدو مُشعةً كوجهِك تمامًا، تُلاحقني في كُل مكان، حتى أحلامي التي كُنت أراني أهرب فيها من شبحٍ أسودٍ ملطخٍ بأفكاري القاتِمة، يُردد مخاوفي لأبكي مُبللِةً وسادتي. 

رأيته بالأمس ناصع البياض كقلبِك، یحملُ ياسمينًا و یرددُ اسمك! 

كل ذلك السلام الذي استطاع تهدئة مئات الحروبِ في جوفي، كانت ضحكتك هي المُتسبب الأوحد بهِ.

في طفولتي كنت أرسم قلباً وبداخله ﺳَﻬﻤﺎً، وكنت أظنه شيئاً جميلاً، إلى أن أدركنِي ذاك السَهمُ يومًا على هيئة "رصاصة حية" اخترقت صدرك فمزقت أحشاء قلبيِ أتذكر جيدًا هتافك الأخير قبل أن تفارق عيناك الحياة وتردد: "يا يُمة أعفي لي، وعدي القطعتو معاك، إنو الكلام ممنوع في شلة الحُكام".

ولِأنها لم تَحمَل على فراقك رسمتك ضاحِكًا على الجِدار ...

اثنان وسبعون نبضة في الدقيقة، اثنتان منها لضخّ الدم، والسبعون الباقية لِتغذية بسمتِك المُعلقة في قلبي. انظُر إليّ، دعني أتنزه قليلاً في حدائِق عينيكَ لِأن بيتًا في قلبي لا تُشرق الشَمس عليه مُنذ أن أصبحتَ رسمةً ضاحكة لا تقّوى على الحراك.

حسنًا!
وبعد أن تحسّستُ ملامِحكَ سأعود إليك مساءً وأسردَ تفاصيل يومي كامِلةً لك، كما كُنت أفعل دومًا.

‏أنتَ دائماً هنا، في عيوني، بين ملامحِي، على أطراف أصابعي بين رمُوشي واكثر عُمقاً في قلبِي، شخصٌ مني وفيني ... أتظنُ أن المسافة تغلِبُنا؟!

‏أيها الحُزن ألم تؤلمك رُكبتاك من الجثو فوق صُدورنا؟ ثم لِأُخُبركَ أمراً: 
"الليلُ يُنجبُ صُبحًا حِين يَكتمِلُ
ومِن بطونِ المآسي يُولدُ الأملُ".





الكاتبة / أبرار كمال تكتب نصًا تحت عنوان "لقد ذَبُل القلبُ حَضرة الساقِي" 


Share To: