الشاعرة المغربية الأندلسية نادية بوشلوش عمران تكتب قصيدة تحت عنوان "زنوبيا ملكة تدمر : ( ذكراها أجمل الروائح و العطور )"
إن مرت لغة الضاد على أطلال تدمر
تآمر علي لسان حالي و علي أمر
توقفت بحب منهمر على الأسوار و أقواس النصر
أحج إليها من البحر إلى النهر
اليوم مساري شرقي ، و حبي لتدمر علي أمر
كذلك الشمس أبهرتني بشروقها على المعابد بفخر
ملامسة بأشعتها كتفاي ، سقتني بالنور نخبا من تاريخ حر
سجود و صلاة و غناء و رقص و فن في النفس يسر
لقد سحرتني اليوم بهواها تدمر
بين الأغورا ...و أقواس النصر و القصور ...
نور يشع فيه جمال القدر
عشقتها بالايام و بالشهور و بالدهر
عن يميني نطقت النخلة بفخر
حدثتني عن إلياذة النار و النور
و عن شمالي سال نبع أفقا العذب
سقاني من مائه الذي خرج من بين الصخور
غردت لي الطيور بتراثيل معبد نبو
الذي كانت في الصلاة و شربت فيه الخمور
أخبرتني عن قداسة معبد بعل شمين بحبور
حينها مر نسيم روح الملكة زنوبيا
بقداس يفوح فيه أطيب العطور و البخور
هنالك بين المعابد و القصور
كانت تصلي الآلهة أتارغاتيس و اللات بخشوع
و بجانبها صلوا رواح التدمريين الشجعان
و كذلك التدمريات الحور
أحسست بأنني صرت تدمريا و إليها أنا أسير
إلى المسرح الروماني
الذي تصاعدت فيه أصوات تدمرية الاثير
بفنون جميلة و بمسرحيات جاءتني بحب لتذكير
شعرت بالفرح.....صرت هناك على أرضية المسرح
أرقص و أطير
تخيلت نفسي أنني في تلك العصور
بين المذابح و المعبد بل في منظر يشفي الصدور
أطوف في موكب مقدسي مع الكهنة و الخدم
و كأنني كاهن فخور
حينها حدثتني السماء برذاذ خفيف عن حدائق تدمر
عن نبع أفقا ، و عن واحات التمور
عن نقوش الأرمية على الأطلال و الحجارة
عهود جميلة في ذات زمن كان مزدهر
إحتفال بالحرب و بالنصر
شهد التاريخ لتدمر
لعظمتها لم يستحمر و لم يستنكر
شهد عليها الآثار و الحجارة و الفخار
نطقت بها رياح الصحراء و النهر والبحر
عن زنوبايا ملكة الشرق ملكة تدمر
الزباء بنت عمر ، ذاك الرجل الحر
ذات البهاء و الحكمة التي لم تعرف التقهقر
ذات الحب و الجبروث و الحكمة التي لم تغور
من سوريا إلى مصر خبر عنها التاريخ بفخر القدر
بكل اللغات العربية و الاعجمية منها بمجدها الجدير
الملكة زنوبيا جمال قد أشتهر
بدر حينما إكتمل القمر
أسطورتها واضحة كالشمس لامعة كالجوهر
زنوبيا ...سمراء عربية فاتنة الخصر
منحوثة تدمرية وجهها كالبدر منير
تتستحق لها الانحناء و التقدير
و كأنها في تاريخها كانت كوكب يدور
عودها بستان مزهر ,أسنانها لؤلؤ و جوهر
جبروتها قوي كان لا يقهر ، صلبة لا تصهر
ذكراها ربيع أخضر
، عيناها بنيتين تاقبتين لماعة كالذرر
حكيمة لماحة عاقلة محيطة بالسر و بالعلن
أنشودة جميلة من المطر
زنوبيا ملكة فاتنة الثغر
عطرها بستان من الزهر
توهج قلبي شوقا لسماع تاريخ تدمر
إلى الملكة زنوبيا صاحبة الفستان الأرجواني
المزركش بالذهب و بالجوهر
متلهف أريد قراءة ما نقش و كتب على الحجر
ما قيل عن شجاعة و قتال ملكة تدمر
و هي على الخيل بين الحرب و الصبر
متيم أنا بها إلى آخر ما خط في السطر
زانوبيا سراجا وهاجا ، ملكة البوح و السر
لا يمكن لتاريخها من أن يطمس و يستتر
تلمع ذكراها بالقوة و بالثورة منذ عهدها المبكر
في ليلتي هاته جمعني في سيرتها الحب و القهوة و السهر
جمالها ياسمين عطر , هي أمطار لؤلؤ منهمر
سافرت إلى تاريخها في يوم كان منتظر
يا ليل ....
زدني متعة , أسرد لي حكاية زانوبيا
عن الملكة العربية الشجاعة العسكرية
التي شهد التاريخ لها بأنها إمرأة حرة
لم تكن عادية تقهر
و هي فوق الخيل فارسة جسورة
وسط جيشها قاتلت كالاسود و النسور
هابها الرجال و إهتزت لها إمبراطورية الروم
جعلتهم في تدمر عابري مرور
زانوبيا ملكة الحكمة لا التهور ،كذلك سارت الأمور
حكت عنها كل تدمر بين الخمر و الحرب و العطور
ملكة الشورى و الرأي ، ذات التاريخ الفذ الذي لا يبور
بطولات قوية تقدر . هزمت الرومان بكل فخر
حضورها قوي كالنار و كالنمور
و مهما كانت النهايات المفتوحات ....
فزنوبيا تبقى ملكة الجمال و الحرية و النور
ملكة مملكة تدمر ، التي أينما ذكرها التاريخ
دارت إليها الأعناق و إلتفت إليها الأنظار بسرور
لزنوبيا ملكة مملكة تدمر و ملكة الشرق
كذلك التاريخ لها صفق باحترام و سطر
ملأ البطولات بحبر البحور
ذكراها تمر كأجمل روائح الطيب و العطور
الشاعرة المغربية الأندلسية نادية بوشلوش عمران تكتب قصيدة تحت عنوان "زنوبيا ملكة تدمر : ( ذكراها أجمل الروائح و العطور )"
Post A Comment: