الشاعر العراقي / راكان سعيد الببواتي يكتب قصيدة تحت عنوان "رحل الحيّاني" 




في رثاء الأستاذ الدكتور العلامة :أحمد الحياني_ رحمه الله _ أستاذ في كلية الآداب بجامعة الموصل ، تخصص البلاغة العربية والقرانية. 


رَحَلَ  الفَقِيْهُ  العَالِمُ  الرَّبَانِي

عَلَمُ  البَلَاغَةِ أَحْمَدُ الحَيَّانِي


وَالحُزْنُ خَيَّمَ فِي البِلَادِ لِمَوْتِهِ

وَبَكَتْ لَهُ  عَيْنَايَ  بَلْ وَجَنَانِي


رَحَلَ الَّذِي لَبِسَ الضِّيَاءَ بِطُهْرِهِ

رُكْنُ الشَّرِيْعَةِ شَامِخُ البُنيَانِ


أَمْضَى  الحَيَاةَ  مُعَلِّمًا وَمُرَبِّيًا

بِالسِّرِ  وَالإِعْلَانِ  دُوْنَ  تَوَانِ


صَانَ الشَّرِيْعَةَ - بِالحَقِيْقَةِ صَادِعًا

فِي كُلِّ رُكْنٍ - مِنْ هَوَى البُطْلَانِ


شَيْخٌ جَلِيْلٌ لَمْ يَزَلْ مُتَوَاضِعًا 

بِوَقَارِهِ    وَبِوَجْهِهِ   النُّوْرَانِي


وَهُوَ المُحَدِّثُ إنْ أَرَدْتَ مُحَدِّثًا

وَهُوَ  الفَقِيْهُ  بِحِكْمَةٍ  وَبَيَانِ


مَلَأَ الدُّنَى عِلْمًا وَحِكْمَةَ حَازِمٍ

وَجَمِيْلَ مَعْرُوْفٍ عَلَى الإِخْوَانِ


لَكِنَّهَا  الأَقْدَارُ  لَا  تُبْقِي  عَلَى 

أَحَدٍ ، وَفِيْهَا  كُلُّ  شَيْءٍ  فَانِ


سِتُّوْنَ عَامًا  فِي البَرِيَّةِ عَاشَهَا 

لِلْفِقْهِ  وَالتَّفْسِيرِ وَالتِّبْيَانِ


هِيَ هَكَذَا الدُّنْيَا نُزُوْلٌ عَابِرٌ

ثُمَّ ارْتِحَالٌ عَنْ دُنَى الخِلَّانِ 


إِذْ لَا مَفَرَّ مِنَ المَنُونِ وَصَرْفِهِ

كَأْسٌ يَدُوْرُ عَلَى بَنِي الإِنْسَانِ


إِنَّ الكَرِيْمَ وَإِنْ تَوَسَّدَ فِي الثَّرَى 

لَمُخَلَّدُ  الذِّكْرَى  مَدَى  الأَزْمَانِ


 يَارَبُّ عَبْدُكَ  قَدْ  أَتَاكَ  بِطُهْرِهِ

فَاجْعَلْهُ فِي الفِرْدَوْسِ بَيْنَ جِنَانِ


وَاغْفِرْ لَهُ وَارْفَعْ مَنَازِلَ قَدْرِهِ

وَأَفِضْ عَلَيْهِ سَحَائِبَ الغُفْرَانِ


وَاجْعْلْ لَهُ بَيْنَ الرِّيَاضِ مُقَامُهُ

وَلْتَسْقِهِ   مِنْ   كَوْثِرِ   الرَّيَانِ




الشاعر العراقي / راكان سعيد الببواتي يكتب قصيدة تحت عنوان "رحل الحيّاني" 


Share To: