الكاتب السوداني / يوسف الطاهر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "تلميذ"



   

في أحد أيام الصيف، وقفت في نهاية الصف الدراسي، كنت أرتدي فانلة بيضاء، بشغف كان الطفل يحمل بعض الأقلام ويجري نحوي، أستاذي (هو يردد) أجبت (نعم يابطل) بدون تردد،، هل يمكنني الكتابة علي الفانلة؟

_ نعم اكتب ماتشاء.

كان يكتب ما يجيش بخاطره، وكنت بكل صدق فخور بما يكتب. 

كل الطلاب ارتدوا فانلات بيضاء في اليوم التالي، وكانت الألوان تكسوها كتابةً، إذ يكتب كل منهم رؤيته علي فانلة صديقه، فرغم تعدد الرؤي واختلافها، إلا انها تكتب علي فانلات الأصدقاء، فيتقبلونها ويطوفون بها الساحة المدرسية، أضحت الألوان والفانلات البيضاء إحدى أجمل الوسائل التعليمية النابعة من عقلية الطالب الصغير، فصارت أحد العلامات المميزة والوسائل  الهامة المبتكرة والبسيطة. 

كأن الطفل الصغير كان يود أن يرسل رسالة تحمل جميع الألوان، ورسالة تحمل ملخصات الدرس البسيط، وكأنه يود أن يخبر المعلم أن الوسائل ليست هي قداسة كراسة تحضير الدروس فقط. 

شكل الطفل الصغير لوحة شاركت فيها جميع الأيادي، استخدمت فيها أجمل العبارات، وكأنه يبعث في الساحة المدرسية رونقا بلا عناء، مكتبة متحركة، معاني وعبارات، مسائل وحلول، تناغم وانسجام، مودة ورفق، مجتمع مدرسي لا صفيّ، امنحوا أطفالكم الأقلام الملونة، امنحوهم الفانلات البيضاء، الثقة، التجربة، هم من سيكتب غدا،  علمونا ياصغار كيف نبحر في سلام؟ كيف نكتبها عبارات الغرام؟  علمونا أن كُسرنا كيف نُجبر؟ علمونا نحن ضعنا وانكسرنا، وخسرنا، وصدمنا، علمونا، علمونا الحب كرها، علمونا الوقت سيفا، علمونا ياصغار، علمونا، 

كل الألوان في عيونكم تدفعني أن لا أخسر، 

وأنا الأستاذ أقول لكم: إنني أتعثر، أتبعثر، 

العلم ميراث العلماء، وأنا تلميذ لا أكثر. 

مدرستى.. حبك في قلبي إن أغدو نحوك أو أرحل. 

في قاعة درسك أتلقى من فيض الآداب و أنهل.


الكاتب السوداني / يوسف الطاهر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "تلميذ"


الكاتب السوداني / يوسف الطاهر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "تلميذ"   



Share To: