الثانوية الإعدادية عبدالمالك السعدي تحتفي برواية رحلة العلقم للكاتب المغربي عبدالله مرجان
متابعة: رحال نعمان.
في جو طبعه تفاعل منقطع النظير من طرف تلامذة الثانوية الإعدادية عبدالمالك السعدي التابعة لمديرية التعليم بالجديدة احتضنت قاعة العروض والأنشطة صبيحة يوم السبت المنصرم حفل توقيع رواية "رحلة العلقم" للكاتب عبدالله مرجان بحضور عدد من أطر هيئة التدريس وأطر الإدارة التربوية للموسسة وفعاليات ثقافية تنحدر من عاصمة دكالة.
وافتتح هذا اللقاء الثقافي بقراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيد الروائي والناقد الدكتور ابراهيم الحجري تغمده الله بوايع رحمته ، ثم كلمة ترحيبية للأستاذ حسني السماني مدير الاعدادية التي رحب من خلالها بالضيوف الكرام الذين تجشموا عناء السفر للمشاركة في حفل توقيع رواية الكاتب عبدالله مرجان .
وتكلف بتسيير فقرات هذه الصبيحة الثقافية الباذخة التي شهدت حضورا مكثفا للتلميذات والتلاميذ الناقد الأستاذ رحال نعمان ، الذي قدم في مستهل كلمته نبذة موجزة من حياة المحتفى به .
وقارب الباحثُ حسن شويري الروايةَ من زاوية سيميو سردية، تناول فيها المفاهيم التي قدمتها السرديات في مختلف مشاربها، و أيضا ما قدمته السيميائيات السردية من مفاهيم و أدوات إجرائية، و ذلك بغية الوقوف عند الخصائص المميزة لرواية "رحلة العلقم"، على مستوى السردي و السيميائي.
وتوقف الباحث عند مفهوم السرد بوصفه فعلا يرتبط بالتجربة الإنسانية في مختلف تمظهراتها، لا سيما، أن المتن المدروس(رحلة العلقم) جنس سردي روائي يختزل مسار تجربة إنسانية عبر رصد أقراحها و أفراحها و مكابداتها النفسية و الاجتماعية...التي اضطلع بحكيها السارد "طويرة"، ثم تناول مظاهر التجريب في الرواية، والمتمثلة في التجريب في بناء العتبات ( العنوان، الخطاب المقدماتي..)والتجريب في اختيار الأحداث و الراوي؛والتجريب في بناء الشخوص و الأمكنة و الأزمنة؛والتجريب في توظيف السرد المعرفي من خلال التناص الشعري و الموروث الثقافي ؛ثم التجريب المرتبط بتوظيف اللغة العربية المغربية.
فيما خصص حسن شويري الشق الثاني من مداخلته للحديث عن التمفصلات السردية للرواية، و قد انطلق من المستوى السطحي إلى المستوى العميق بغية الكشف عن الدلالة و المعنى الثاوي في تجربة الكاتب،
و الذي لخصه في مقولة دلالية أساسية هي:الأمل/اللاأمل
و قد نوه الباحث في الختام، أن رواية "رحلة العلقم" تجربة أدبية متميزة تنضاف إلى السرود المتميزة في الأدب المغربي.
ومن جهته توقف الناقد الدكتور ابراهيم نخلاوي عند دلالة العنوان "رحلة العلقم "مبرزا أن غموض العنوان يرغم القارئ على إتمام قراءة الرواية بتأن، كي يهتدي إلى دلالته المختبئة في زوايا السرد، لأن الراوي يتلاعب به حتى لا يقبض عليها،ولا يكاد يبوح له بهذا السر،خاصة عندما يتخلى عن ضمير المتكلم في نهاية الرواية،متعمدا الجنوح إلى ضمير الغائب، ليختم الحكي بكلمات توحي بنجاته من رحلة العلقم التي أودت بأبيه.يقول"صار الآن يقف على الضفة الأخرى، ينعم بحياة أقل قساوة عن السابق....وهو يستكين بعيدا عن الألم والجرح،بعيدا عن الأب الذي تحمل ما يكفي،وأعياه الزمن،رحل وفي القلب غصة،رحل دون أن يرى بأم عينيه فلذة كبده يتجاوز الحدود ويصل حاملا رسائل عديدة، وباقة ورد"(الرواية )
والأكيد أن اختيار عنوان رواية "رحلة العلقم"ليس اعتباطا، فهو ينهض بدلالات لها ارتباط وثيق بالمتن السردي، ولا تبوح بأسرارها إلا بعد الإيغال في القراءة، والوقوف على آخر كلمة في هذه الرواية الممتعة التي تراود المتلقي بعنوان مخادع، لإغوائه بقراءتها والغوص في عالمها الفني.
وركز الأستاذ والمبدع عبدالمجيد زيراوي في ورقته عن حضور الذات في المتن السردي بشكل لافت قائلا:" يحضر المحكي السير-ذاتي بقوة، وإن كان الحكي، في غالبية المقاطع، يتم بضمير الغيبة، استنادا إلى منظور التبئير الخارجي، بتعبير جيرار جنيت، إذ يستعرض السارد حياة الشخصية الرّئيسية “طويرة” منذ طفولته المبكّرة في قريته الصّغيرة المُطلة على وادي أمّ الربيع، مرورا بأهم حدث في حياته، وهو انزلاقه في حافة السفح العالي، وهو يعدو خلف قطيعه كمهر أطلق سراحه للتو من اسطبل مظلم. قلب هذا الحادث الأليم الذي أتلف أعصاب إحدى رجليه، مساره رأسا على عقب، موقعا الطفل البدوي الحركيّ في ورطة أجلت أحلامه، وعصفت بمواهبه في اللعب، وأفقدته الريادة في قيادة جيله، وتسيد تجارب الأقران ومغامراتهم في بادية موغلة في الهشاشة. شكل هذا الحدث أزمة النص، وحبكته المفصلية، ونقطة التحوّل في المسار السردي للبطل طويرة.
وأعقب هذه المداخلات القيمة فتح باب النقاش والتساؤل في لقاء مفتوح مع تلامذة المؤسسة الذين أمطروا الضيف بأسئلة قيمة رامت الإحاطة بمفهوم التقنيات السردية المعتمدة و الأشكال اللغوية المتعددة من لغة عامية ولغة فصيحة وشعر وزجل ، حيث تفاعل الكاتب عبدالله مرجان مع أسئلة الضيوف والمتعلمين على الخصوص مثنيا على طبيعة الأسئلة التي تكلفوا ببسطها، في وقت انبهر الجميع بالمستوى الطيب للتلميذات والتلاميذ.
واختتم الحفل بتوقيع الكاتب نسخا من روايته للضيوف الكرام، وأطر هيئة التدريس والإدارة، وعددا من تلاميذ وتلميذات المؤسسة.
الثانوية الإعدادية عبدالمالك السعدي تحتفي برواية رحلة العلقم للكاتب المغربي عبدالله مرجان .
Post A Comment: