الكاتب / ابوبكر محي الدين يكتب نصًا تحت عنوان "عناء العشرين"
أنا فقط عربيٌ فلنفترض أن عمري بين الخامسة عشر و العشرون لا يُهم؛ كلنا في ذاتِ الصدور شيبٌ وإن كُتب غير ذلك على الورق.
أنا المهندس والطبيب، الصيف والشتاء والخريف، أنا راعي الغنم والمزارع والبائع، أنا كل المهن وكل الفصول، الآمر والناهي لذاتي، أنا الذاهب والآتي.
ولدتُ باكياً والناس حولي يضحكون، حُملت على كل الأيادي، يُمازحني الصغير ويأتي إلي الكبير ليتناسى حُزنه بضحكتي البريئة.
كَبرتُ وبدأتُ تَعلم المشي فكنتُ أتكئ على الأشياء لأتحرك، ليت كل الاشياء لا تاتي فراداً كالمصائب، ليتني حينها أصبحتُ أمشي وأتحرك لحظة واحدة حتى أتعلم من الصغرِ أن الدنيا قاسية، و أنني وحيد الزمان.
كبرت وأنا على أمل أن عمر العشرون هو العمر الذي يزدهر فيه الانسان، عمر المُنى كما حدثونا أجدادُنا وتغنو له.
قالو لنا ونحن أطفال أن ذلك العمر هو عمر الحرية فسرت أبحث عن حريتي في حدائق الحياة ، لكن لم أجد سوى أرض قاحلة، لم أجد حتى تلك الأشياء التي كنت أتكئ عليها في الصغر.
ظننتُ أن العشرين باباً سأطرقه بعد التاسع عشر فطرقت الأول والثاني والثالث، حتى سئمتُ العد، ففي هذا العمر بدأت عبوديتي، لست عبداً لجهة معينة أو سلطة، لقد كنت عبداً للظروف.
ربما نلتقي بعمر الثلاثين وأحكي لكم صعوبات ما بعد العشرين، وأن الفشل كان أول خطوات النجاح؛ لأن الهدف الذي نسعى إليه دون تقدير للعقبات، ودون خوف من المخاطر، هو هدف لا يمكن الوصول إليه مطلقاً وأن لكل شيبة في رأس المشيب حكاية.
كلمات لا مكان لها بين السطور
الطريق المفروش بالورود لا يقود إلى المجد
الكاتب / ابوبكر محي الدين يكتب نصًا تحت عنوان "عناء العشرين"
Post A Comment: