الكاتب الجزائري / عبدالعزيز عميمر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "في مغارة علي بابا" 




_أبعث أحلامي تستطلع النور ،وما خبّاه الدهر ! ويطير 

عصفوري مرفرفا يستطلع ويستنطق الغيب، ربّما يُرفع

الغطاء، وينكشف الحجاب ،وترحل روحي وأشواقي

في جناح العصفور، تصنع زخرفة نور ،وهندسة قصور.


أجد نفسي في مغارة: علي بابا ،عرفتها حسب الحكاية

التي قرأتها ،وانا في التعليم الابتدائي ،ومازالت رسوم الحكاية في ذاكرتي، خذ ما تشتهي! ،،،ذهب،وأحجار كريمة ،حرير ومسك، املأ الأكياس واخطف،بسرعة

البرق ،خوفا من هروب الكنز،أو من الخطف! 

أو من صاحب الكنز وجنوده، ايه فزت! فزت! الدنيا معي! لكن الاكياس ثقيلة ولابدّ من دابة تحملها! ماذا أفعل! اسمع اصوات اقدام آتية،وجلبة ،وتفتح الصخرة

ويدخل علي بابا مع رفاقه،ضحك وجلبة،وخيل تصهل.


اختبأت في برميل فارغ ،لكن فيه رائحة كريهة،رائحة

الخمر المعتّق ،اكاد أختنق ،وأعطس رغما عني،اكتشفوني قلّبوا البرميل على فمه! 


_أهذا أنت ما جاء بك! لا تخف !أنت عبد العزيز ! 

الكاتب الجزائري!  وحتى اسمي يعرفه! كيف!،،

لا تتعجّب، لقد سبقتك شهرتك، فنحن نقرأ ونطالع !  لقد وصلتنا قصصك وقراناها كلًها ،نسهر كلّ ليلة

مازال فقط الجزء الثاني من قصّتك: مريم غير موجودة ،ونتشوّق لمعرفة ما فعله مراد مع زوجته وامّه !  لم نطّلع على بقيّة الأحداث ! 


أعرف واقدّر دهشتك! تعال! لا تخف فأنا أحب الأدباء

المبدعين، ولا تسمع ماقيل عني! أنا لست سارقا! ولا اظلم الفقراء والأدباء،ونحن نحترمك! شوّهوا سمعتي

أمام أعين الاطفال وتلاميذ المدارس،وقدّموني بأبشع

صورة! كنت انزع مال الفقراء من الأغنياء فقط ،فالمال

مال الفقراء واكتنزه الأغنياء واستعبدوا الناس به! ولو اخرجوا الزكاة ،لما خرجت أنا في مطاردتهم!


أترى يا عبد العزيز كل هذه الأموال ،والأرزاق! وهذه الأقمشة! والبضائع،والبقول! و،،،،

في هذه الليلة تفرغ المغارة ويحمل رجالي هذا الرزق كله ويوزعونه على الفقراء ،بيتا،بيتا،وأسرة،

أسرة،ومن الغد نبدا في الجمع ،وهكذا في كلّ مرّة .


أعطاني علي بابا كل الأكياس ،وطلب مني أن ابعث له

الجزء الثاني من قصّة مريم غير موجودة! وأكتب 

قصّته بصياغة جديدة واهذّبها واذكر ما رأيت! 

وتنشر وتوزّع  في المدارس،ولتكن بعنوان: علي بابا وحبّه للفقراء، ليكون الهدف تربويا بعيدا عن السرقة.

لتبيّن العمل الحقيقي الذي يقوم به هو ورجالة من

أجل الفقراء .


شكرت علي بابا ،ووعدته بتنفيذ وصيته وفتحت صخرة باب المغارة ، وحملت الأكياس على دابة ،وركبت حصانا أصيلا! وجاء

معي حارس اوصلني للحيّ الذي اسكنه! ثمّ توارى عن الأنظار ،والغريب الذي حيّرني أنني وجدت اسم علي

بابا مكتوب على ذراعي بلون ازرق يظهر جليا من تحت قشرة الجلد،معناه القصّة ليست حلما،ولا خيالا

وإلاّ كيف نفسّر الكتابة المدونة على ذراعي !،،،،،



الكاتب الجزائري / عبدالعزيز عميمر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "في مغارة علي بابا" 


Share To: