الكاتبة المغربية / فاطمة الزهراء الغازي تكتب "العنف ضد المرأة قضية المجتمعات" 




خيبة أمل تلك التي عيشتها رفقت أمي جراء الهجوم على بيتنا مساء الأحد المنصرم .وإن كان ارتجاف يداي وخفقان القلب خاصتي فلن يعبر عن ما لانهاية من الهلع والخوف والإحساس بانعدام الأمن .

طلما رافقت المواضيع النسائية وانتقيت مواضيع المعفنة منهم ،فمنها من نصحت بأن تلجأ للقضاء فلازال الحق والقانون ،والمرأة داخل المجتمع لها مكانتها فلا حق .لذالك الغير والذي هو نصفها الثاني (مهما كانت صفته أو مكانته )المهم بالنهاية فهو أحيانا يستحق لقب (المعنف )بجدارة وبأوسمة العلامات والكدمات الجسدية وأحيانا النفسية .هنا فإن تحدث هذه المرأة فازت بتحقق العدالة ،وإن صمتت فيستحيل توقيف هؤلاء الأوبئة البشرية .التي برمجت خصيصا لتهديم شخص المرأة .لكن خيبة الأمل هذه علمتني أن العنف داخل المجتمع ضد المرأة لا زال قائما وله مكانه بيننا ،يتعالى الصراخ لكي نثبت رهان أننا نحن هنا كنساء ليس مجرد كينونة لرسم أبهى لوحات الكدمات ولا حتى محاولة قبرنا .وإن حظي الأمر بالتفسير ،وإن كنت مقدمة أتحدث بصفة عامة هنا فلابد من ان اشير إلى ما لحق بنا من عنف يوم أحد المنصرم ،هجم علينا بسب وقذف وتهجم لدرجة وصل به الأمر لتهجم على أمي وتعنيفها لازالت الكدمات ظاهرة وواضحة وضوح الشمس في جسدها ، ناهيك عن ما تسبب نتيجت محاولة (الشنق ) بأيده في اختناق أمي واصابتها بنوبة قلبية بعد وصولنا لمركز الدرك الملكي بدقائق سقطت أمي وأغمي عليها نتيجت الإختناق التنفسي .قادني للإتصال بسيارة الإسعاف الخاصة بالمصالح الإجتماعية لنقل أمي لأقرب مستشفى لتتلقى العلاجات الازمة .

لطف الله سبحانه كان أقرب .لكن كان لدروس والعبر من   هذا العنف الذي خلف الذعر بيني وبين أمي وكذا العائلة بأكملها ،فكيف يمكن لهؤلاء الذئاب البشرية أن تعيش بيننا ولا أن تخالطنا .

غير أن العنف الذي أصبح يشل حال المرأة ويعرقل خصوصيتها التي المخولة لها بقوة القانون وبسمو الدستور .ولعل هذه السنة التشريعية خير ذليل والذي كان شعارها المناصفة .لسنا في عهد الجاهلية حتى نرى مثل هذه الجرائم التي تخزي تمارس على المرأة ،بشخصها وكينونتها .فإن كانت جريمة التحرش بالمرأة التي غالبا ما تنتشر في مجتمعاتنا يعاقب عليها القانون .فما بالك بالعنف .الذي ربما لا نعلم النوايا التي رافقت التعنيف .ربما لحد الآن الشخص الذي عنفنا حرا لكنه حتما سيعاقب وسيبقى عبرة لمن لا يعتبر ،فنحن في بلاد الحق والقانون ولا نرضى بمثل هذه الجرائم التي احد من شخصية المرأة وتهدم طموحتها .وللعلني كشخصية عامة في المجتمع وكصانعة محتوى ثقافي أدبي أهدف من خلاله لثمثيل المرأة المغربية وتشريفها وطنيا ودوليا .ربما في مقدمة الأمر لن يستطيع العقل فهم ما يفكر فيه عقل الآخر ولا حتى منطلق التفكير ،ربما العنف ورائه أسباب اجرامية أو ارهابية أو حتى تهديدية .لكن كل هذه الأسباب وراء ذالك تقتضي التدقيق والفحص المدقق وراء دوافع المعنفين ،فغالبا ما سيبرر منطقه العنف وسيكذب عن الهو الخاص به لكي يريح ظميره ؛هذا وإن كان لمعنف المرأة ظمير في الأصل .فلهذا كون المشرع المغربي في نصوص الدستور المغربي يقضي الحق في الحياة لكل مواطن هنا نجد خصلة العقاب جراء من يهدد سلامة وصحة المرأة ويعرضها لتعنيف ،وكأن لا قانون وراءه ،قد نرى العنف في بعض مناطق العالم التي ربما لحد الآن لا يوجد الوعي بخطورة العنف ضد المرأة وما ينتج عنه ؛ولادة أجيال جديدة معنفة .أمر لازال في حاجة لدراسة والتدافر لإيجاد الحل .لكن نحن في المغرب تحت القيادة السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ،كنساء نحتمي بجلالته ولا يحق لأي كان أن يتطاول على كينونة و سلامة المرأة الجسدية .ولعل خلايا الإنصات والتكلف بالنساء ضحايا العنف في محاكمنا المغربية دليل على رعايته السامية في تحقيق العدل والمساواة للمرأة وضمان حقوقها داخل المجتمع .ففي مغربنا الحبيب مسألة العنف ليس مسألة للخوض والبحث عن مضامينها وانما الأمر محسوب بنصوص قانونية تحت اشراف رئاسة النيابة العامة ،ووزارة العدل في شخص المحاكم المغربية .

كل ما حدث من تعنيف على أمي جسديا وسب وشتم وتهديد كذالك وفي شخصي أنا الأخرى جعل تساؤلات عدة تراود تفكير للإجابة عنها خاصة لم يسبق لي ولا لأمي أن عنفت .غالبا ما كتبت عن مواضيع العنف وكنت قلم المرأة المعفنة .في شاكلة مقالات نشرت وطنيا و دوليا .ماكنت لأظن سنقع في نفس الموضع ولا حتى سأكون طرفا معنفا .لكن رغم ذالك فكوني إمرأة فحتما سنعيش ما عيشه بعض النساء .لكن وإن كنت أعيش في البادية حاليا لم يسبق لي يوما ملاحظة هجوم على إمرأة معين من قبل شخص لا يقربها .لكن هنا وصل الأمر للهجوم إلى بيتنا لتعنيفنا .وكأنه أراد أن يطمس القانون بأفعاله الإجرامية هذه .

خلاصة القول انطلاقا مما سبق فكوننا في مملكة علوية شريفة تحت القيادة السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله  وايده ،فحتما سيتلقى معنف المرأة جزاءه لكي يأخد عبرة لعواقب تعنيف  المرأة  سواءا لفظيا أو جسديا .ولايسعني إلا أن أشير كوننا عنفنا فقد بلغنا لكي تتحقق العدالة . وحتما ستتحقق .فالقانون لا يرحم ولا يحب المغفلين .وخلاصة لكي يتم حل هذا المشكل العويص يقتضي تدافع جهود كل من الدولة والمجتمع والأفراد .



الكاتبة المغربية / فاطمة الزهراء الغازي تكتب "العنف ضد المرأة قضية المجتمعات" 




Share To: