الكاتب السوداني / محمد بن عمر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "أين أبحث عن أنا؟"
يعلو صوت اللهاث في أرجاء العقل، تائهٌ أنا أبحثُ عني ولم أجدني في زواية يأسي، كضوءٍ إختفى وسط العُتمة؛ عُتمةِ الليل أُطروحة مُتناقضة، قد أجده منفى للشُجعان أو ملاذ للخائفين، وأن لست أحدهم فأُمعِن النظر في اللاشيء.
اللعنة على تلك الرسائل التي تختبئ المشاعر خلف كلماتها دون قارئ.
مُزدحمٌ بكِ أنا كالمساجد المُقدسة، لا يخفي على قاطنيها بوادر رائحة الأمان.
أيضًا لم أجدني هنا لا بينكِ ولا بكِ ولا دونكِ.
أولئك الماشون في ذاتِ الأزِقة مثلي يبتلعون غالبية الزمن بالضجر، لا يجدون أنفُسهم ثم يبصقون على العالم، مثِلُنا كتلك العجوز التي إبيض إسوداد ظائرها في محاولة البحث عنها ولم تجد شيء.
لا سبيل فهي لم تعد إلى الوراء بل كانت تُحاول المُضي بكل تلكَ الحيرة والتساؤلات والخراب.
سأبحث في الذكريات بيننا، نثرتُ ما أتذكرهُ، وقطعةً من ذِكرى كانت ساعة غُروب، غيمتان على حواف الشفق يُطلان وجهًا لوجه، إِحدهما هطلت حُبيبات المطر فإجتمعت في ذلك الشارع بالقُرب من المقهى وكان يجلس في طاولة المقعدين أنا وأنتِ لكن أيضًا لم أجدني وتمنيتُ لو كنت هناك.
بحثت في محطاتِ وحين وصلت كان قد غادر القِطار.
أعتذز لنفسي التي ظننت أني سأجدها معك، لكنها ضاعت حينما كانت تعُد مدة بقائها معكِ في أصابعكِ العشرة.
الكاتب السوداني / محمد بن عمر يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "أين أبحث عن أنا؟"
Post A Comment: