الكاتبة السودانية / رغده فارس تكتب "إلى متى سنصمد؟" 




    ليت بمقدورنا أن نقول:


لا نستطيع، لا نحب، لا نريد، لن نصغي، لن نهتم، لن ننسى، لن نفعل، لما لا أفعل ذلك؟ 

لما فعلتم كذا؟

_________________________


    ولكن لمن؟


لأب، لأم، لأخ، لأخت، لخال، لخاله، لعم، لعمة، لجد، لجدة،  أحد أقربائنا الآخرين؛  جارنا، عزيز علينا، أحد كبار السن، ذلك  الصديق الحميم، شريك الروح...


_________________________


     لماذا؟


لأن بعضهم  يقررون  قرارات مصيرية لنا ونحن مَنْ يجب أن نُقرر.

       فبأي حق فعلوا كذا؟


لأن بعضهم يمنعوننا  من فعل أشياء نرغب بفعلها.

        فلما لا نفعل ذلك؟


وبعضهم يرغمنا على فعل شي لا نريده أو يرهقنا.

   ليتنا نستطيع نطق قول لن نفعل!


وبعضهم أجرموا في حقنا أو كانوا سببًا في حزننا أو أسائو إلينا  أو لم يحترمونا يومًا أو أستغلونا.          

    فبأي حق يريدونا أن ننسى؟ 

بأي حق يطلبون العفو؟ 

ونحن نعلم بأنهم سيكررون فعلتهم!


وبعضهم يروننا كلنا عيوب وأخطاء في: نظرتنا تصرفاتنا  أو حتى ضحكتنا أو صوتنا وزوقنا.

      فلما لانقول لا نهتم؟


وبعضهم يريدون أن يفرضو أنفسهم علينا بسماع وتنفيذ كل متطلباتهم.

       فلما لا نقول لن نصغي؟


وبعضهم يجبرنا على أخذ أو فعل أشياء لا نحبها.

  فياليتنا نستطيع أن نقول لا نُريد. 


وبعضهم يجبرونا على فعل أو ترك أو أكل أشياء نريد أن نقول لانحبها!


وبعضهم يكلفوننا بأشياء فوق طاقتنا.

 ليت بمقدونا أن نقول لا نستطيع


_________________________


      لما؟

 لأننا لا نريد أن نجرح أو نهز كيان أحدهم أو هيبته أو نخسرهم أو نحزنهم أو يغيرون نظرتهم لنا، لأننا نحب نظرت الرضاء في أعينهم إتجاهنا حتى لو كان ذلك على حساب أنفسنا لأنه صعب علينا قطع علاقاتنا أيَّن كان نوعها  ولأننا نميل إلى السلم و المسايرة


_________________________


        لما لا نُغيرها؟

لأنها فطرةً تربينا عليها وفرض علينا أن نتبعها من مهدنا حتى كهلنا. 

  _________________________


    إن لم يكن بمقدورنا  قول مانُريد فماذا نقول؟

 نستطيع، نحب، نريد، سنصغي، نهتم، سننسى، سنفعل، لن نسئل.


_________________________


     ولكن يبقى السؤال إلى متى سنصمد؟!




الكاتبة السودانية / رغده فارس تكتب "إلى متى سنصمد؟" 


Share To: