الكاتبة المغربية / إكرام لعرج تكتب "البوابة الرابطة بين عالمي الظلام والنور" 

  


تمضي ايامنا الواحدة تلو الأخرى،  كل يوم بمثابة درس جديد علينا فهمه وادراك معانيه،  نمر بعدة مراحل تحمل في طياتها عدة أحداث ،لكننا نحن البشر نتسم بخاصية مشتركة اجل اعترف بذلك وأقر بها نحن كآدميين نتصف ببعض الصفات المتشابهة و إحداها اننا دوما ما ننطق ب "لماذا أنا بالذات " "لماذا يحدث هذا لي انا بالضبط؟" فتجد انك بدأت تغرق في افكار ظلامية ، لكن هذا راجع لعجز عقولنا عن ادراك الأسباب الكامنة وراء هذا الحدث الحاصل ، لذا فإننا لسنا بحاجة إلى أن نرهق أنفسنا ونستنزف طاقتنا من أجل معرفة كل ما يحدث واستعابه حال حدوثه، فنفقد بذلك حلاوة الاكتشاف الهادئ لما يحدث، وبتعبير أدق التوتر ، الخوف و المشاعر السلبية تمنع عنا عيش اللحظة فمثلا عند إصابتك بمرض ما تجزع ، تخاف من عدم شفاءك ، افكار ظلامية تسيطر عليك تغلق منفذ ضوء الأمل إلى قلبك ، تحول بينك وبين سعادتك ، تصاب بالإكتئاب ان لم نقل انك تصبح كومة من السلبيات ، لكن يا ترى ماذا لو انك تعايشت مع مرضك ،مع حزنك وشقائك بشكل لحظي ، وفتحت إلى قلبك منافذ الأمل واصلحت ظنك بالله ووثقت بأن ذلك المرض ما هو إلا سبب لتكتشف اشياء وحقائق عدة لم تكن لتدركها لولاه ، آنذاك ماذا سيحدث ، ستتحرى الأسباب، ستعيش هادئ الفكر مرتاح البال غير مهتم بذلك المرض لأنك تعلم أن وراءه رسالة لك سيكون كل همك إكتشاف مضمون تلك الرسالة التي يحملها ذلك المرض  الذي انهكك،  طبعا هذا مثال بسيط والامثلة عديدة كأن تفقد عملك او تفقد أقرب الاقربين إليك او لربما فقدان الشغف وموت الطموح وهذا اسوء ما قد يحدث للإنسان ،بدون شغف يصبح الإنسان جسدا بلا روح ولا فائدة ترجى من حياته ، ان فقد الإنسان شغفه يخسر نفسه رويدا ،رويدا ،يوما بعد يوم ، شيئا فشي يفقد أجزاء منه و في النهاية سيفقد نفسه تماما ، سيصبح كالرماد تنثره الرياح ،يصبح بلا معنى ولا قيمة ، حينها سوف يتساءل،  ان كان بإستطاعته إيجاد نفسه مجددا ، صدقني ان طرح الإنسان هذا السؤال على نفسه فليتأكد تماما انه في الطريق الصحيح،  كل ما عليه ان يبحث عن شغفه ، ان يسترجع طموحاته ويحارب لأجلها ،آنذاك سيجد نفسه من جديد ولكن حين يحدث ذلك سيصبح شخصا اكثر حكمة ورزانة،  سيكون شخصا جديدا لن يضيع مرة أخرى...ابدا!



الكاتبة المغربية / إكرام لعرج تكتب "البوابة الرابطة بين عالمي الظلام والنور" 


Share To: