الناثر المصري / سمير لوبه يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "فنجان شاي" من المجموعة "فرق توقيت"
مِثلُ فَرَاشَةٍ لَا تَسعُ الأرضُ روحَها ، تَبتَسِمُ العُيُونُ لِجَمالِها تَعشَقُ رَشَاقَةَ خُطوَتِها ، تَعصِبُ مِرآةُ الحُبُ عَينَيها ، تُقَيدُها بطفلَينِ مَعَ زَوجٍ لِمِزَاجِه يَعيشُ ، وَحدَها مَعَ الصَّغِيرَينِ يُمَزِقُهم الجُوعُ والحِرمَانُ ..
- ألنْ تكُفَّ عَنْ النّزُولِ إلَى الدَّورِ الأرضِي عِندَ هَذَا الحَقِيرِ
- لَا تَتَدَخَلِي فِي مِزَاجِي
- ألَا يَكْفِيك حَالُنا ؟ لَمْ يَعُدْ فِي البَيتِ شَيءٌ ، الجُوعُ يُبَعثِرُ كَرَامَتَنا
- أنَا خَارِجٌ .. جَسَدِي يَتَمَزَقُ
- لِلدَورِ الأرضِي كالعَادةِ
يَعُودُ فِي حَالٍ غَيرِ الحَالِ جَسدًا بِلَا روحٍ ، غَارِقٌ فِي دَوَامَةِ الوَهْمِ ..
وفِي بَيتِ أُمِها يُصَافِحُون دُمُوعَها …
- اصبِرِي مِنْ أجلِ أولَادِك
- نَعيشُ أموَاتًا فِي كَهفٍ مُظلِمٍ يَا أُمي
يَأتِيها كُل لَيلَةٍ يَتَلَعثَمُ لِسَانُه ؛ يَعلُو صُرَاخُها فتُؤلِمُها رَأسُها ، ذَاتَ يَومٍ يُعِدُّ لَها الشَّاي تَشرَبُه تَغرِقُ مَعه فِي ذَاتِ الدَّوَامَةِ ، وتَمُرُّ لَيالِيهم نُسَخَاً مُكَرَرَةً دَاخِلَ نَفَقٍ سَرمَدِي مُظلِمٍ
حَتى كَان يَومٌ مِنَ الأيَامِ يُبَرِحُ جَسدَها آلامٌ ، تُوقِظُه ليُعِدَّ لَها مِن ذَاتِ الشَّاي ،تَبحَثُ فِي خَرائبِ البَيتِ بِجُنُونٍ عَنْ شَيءٍ تَبِيعُه ، لَمْ يَعُدْ فِي البَيتِ شَيءٌ يُبَاعُ
يَقتَرِبُ مِنهَا ؛ يَهمِسُ لَها ..
عِندَ بَابِ الشَّقَةِ فِي كَامِلِ زِينَتِها تَحتَضِنُ عَينَاها دُمُوعَ صِغَارِها ، تُسقِطُه مِنْ عَينَيها وتَمضِي لِتَنزِلَ للدَّورِ الأرضِي ..
الناثر المصري / سمير لوبه يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "فنجان شاي" من المجموعة "فرق توقيت"
Post A Comment: