الشاعرة القاصة / فوزية مسجيد تكتب قصة قصيرة من قبس الواقع تحت عنوان "أمي لم ترسب"
أمام صرامة جدي وجزمه بقدسية العلم...وتقديسه للنجاح...كان على أمي إخفاء حقيقة رسوبها بأول سنة ابتذائي ..
تعثرت بحروف التحضيري..وتركتها تتسلل من دون أن تمسكها بإحكام حثى توجوا سنتها الوحيدة بالرسوب...
لكن أمي الشقية لم تكثفي بحوز نتيجتها المقلقة.. بل عمدت إلى إخفاء الأمر على جدي لمعرفتها بطول صيفها...وهي تنعث من جانبه بالتهاون مع وضعها قيد المقارنات والمعاتبة المسترسلة...
فكرت طويلا ولم يخنها عقلها الصغير وضميرها المشكوك ببراءته...أن تزف فرحة نجاحها لجدي... فعلا فرح واستقام بوقوفه الشامخ...افتخر بها بسخاء بحضورها وغيبتها...ضل يردد فتوحاتها التحضيرية...
قضت عطلتها الصيفية بمنثهى الاحثرام والتقدير تلعب وتطارد النحل...وتنال من جدي بكل فسحة عبارات الثناء..وتنعم بقربه المهيب...
حثى أشرفت العطلة على نهايتها..عزمت وعقدت الحزم لتنتقل للصف الثاني ابتذائي عنوة...
دست أقدامها مع جسمها الضئيل بين الناجحين المنتقلين...وانتقلت بدون إذن المدير ولا المعلم ولا جدي إلى الفصل الموالي...دونت الكراسات المطلوبة للصف الثاني وأدوات القسم...وسلمتها لجدي... اشترى لها ما يلزم خطواتها الناجحة...
واصلت اقتحامها لأبواب النجاح... حثى نادى المنادي بأسماء الناجحين...نعم نادى المعلم لم تكن بين الناجحين أمي المتسللة طبعا...فأعادوها عنوة كما دخلت تجر ادراجها لقسم التحضيري من جديد...
بعدما اكتشف أمرها البريء...نالت قسطا سخيا من العقاب من جدي...ومنذ ذلك الحين أمي لم تنسى الحروف...إذا أمي لم ترسب....
الشاعرة القاصة / فوزية مسجيد تكتب قصة قصيرة من قبس الواقع تحت عنوان "أمي لم ترسب"
Post A Comment: