نهيلة الكابس تكتب مقالًا تحت عنوان " المرأة المغربية صانعة التاريخ"




بسم الله الرحمن الرحيم 

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف ل 8 مارس  من كل سنة .

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أريد أولا  أن أهنئ  كافة النساء اللواتي يمثلن نصف المجتمع ،بل عمود المجتمع ،هن الأمل الذي تحيا به الإنسانية ،هن بلسم الشفاء و دواء الجروح ،بحبهن وتضحياتهن يسير هذا العالم ،فدور المرأة هام و أساسي ولا يمكن تخيل مجتمع بدون امرأة فهي الأم التي تمنح الحب و الحنان لكافة من حولها ، وهي الأخت التي تحتوي و تعطف وتسأل عن كل أحوال الناس ، وهي الجدة التي تحضن الجميع، تساعد كل الناس وتقف بجانب الحق ، تخدم وطنها بكل ما أوتيت من قوة دون أن تقول شيئا وهي المدرسة التي أخرجت أجيال و ساهمت في وجود الكثير من الرجال الناجحين في مختلف الميادين و المجالات. 

لولا المرأة لما كان الرجل و لما استطاع أن يصبح على ما هو  عليه الآن، و لولاها  ما أصبح المجتمع كما نشهده الآن، تقدم و تطور و تنمى   و وترقى. و تبقى المرأة المغربية هي أفضل مثال للتفوق والتميز يشد إليها العالم ،والتاريخ الذي يسجل نفسه ،هو من يشهد بذلك .

كان دور المرأة المغربية قبل فترة الإسلام والذي عرف "بالجاهلية " يقتصر فقط علي تلبية رغبات الرجال وطلباتهم، ولكن عند ظهور الإسلام في المغرب، تلقت النساء ثلث الحقوق الأساسية ،وهي الحق في العيش والحق في ان تحترم كأم ولها الحق في  العمل ، إلى حصل المغرب على استقلاله سنة 1956 ، عاشت المرأة المغربية حينها ضمن ماسمي ب (الأسر المغلقة ) او الحريم كأنها مسجونه لا حرية لها و لكن بعد أستقلال المغرب بشكل رسمي أصبحت النساء المغربيات يستطعن الذهاب إلى المدارس التي لا ترتكز على تعليم الدين فقط، بل علي العلوم أيضا، كما أنهن مع مرور الوقت أصبحن، ينخرطن ضمن مؤسسات القانون وهذا ما ضمن لهن الحق في عدة مجالات منها: تطليق أزواجهن، وأخد حضانة الأطفال، واخد حقهن في الملكية والميراث ،وكذلك حماية أنفسهم من العنف سواء داخل محيطها او خارجه.

فضلا عن ذلك عرفت المرأة المغربية بكفاحها و قوتها من أجل أسرتها و كل من حولها .

نأخد علي سبيل المثال 

● السيدة الكاهنة او ديهيا 

ديهيا أو الكاهنة (585–712 م)، المشهورة بلقب كاهنة البربر، قائدة بربرية خلفت الملك كسيلة في حكم البربر ،حكمت شمال أفريقيا مدة 35 سنة تشكل مملكتها اليوم جزءاً من المغرب الكبير وعاصمة مملكتها هي مدينة ماسكولا (خنشلة حاليا) في الأوراس وقد دانت على ما يبدو باليهودية.


في منتصف القرن السابع الميلادي، كان ملك أمازيغي يدعى كسيلة أو أكسل، يحكم مناطق شاسعة من شمال إفريقيا، وقاد حربا ضد العرب المسلمين بقيادة عقبة بن نافع الذين كانوا يريدون فتح بلاده، وتمكن من قتل هذا الأخير.


مقتل أكسل وخلافته بالملكة ديهيا


وفي سنة 686 للميلاد تمكن المسلمون من قتل أكسل، فخلفته سيدة أمازيغية تدعى ديهيا، لقبت بالكاهنة، وجاء في كتاب المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب لأبي عبيد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي “الكاهنة هو لقب لرئيسة قبيلة أمازيغية واسمها هو ديهيا أو ضميا أو دامية، الملقبة بالكاهنة من قبل العرب لأنها كانت حكيمة”.


فيما قال عنها ابن خلدون في كتابه “العبر” “كان لها من الكهانة والمعرفة بغيب أحوال قومها، ما جعلها تتولى عرشهم”.


وتعد ديهيا بحسب ما جاء في كتاب “المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب” لأبي عبيد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي “أول امرأة يفوض لها الأمازيغ أمرهم بعد الأمير “أكسل” الذي كان على المسيحية ثم أسلم وقتل عقبة إثر مبالغة الأخير في احتقاره”.


وتمكنت ديهيا من توحيد القبائل الأمازيغية حولها، وقاد عدة حملات ومعارك ضد الرومان والعرب والبيزنطيين في سبيل استعادة الأراضي البربرية التي قد أستولوا عليها في أواخر القرن السادس ميلادي.


ويؤكد كتاب عبيد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي أن ديهيا قادت القبائل الأمازيغية وقامت بمهاجمة الجيش الإسلامي سنة 688 م، “حين أغارت على جيش حسان بن النعمان الغساني واضطرته إلى الانسحاب إلى طرابلس”.


وتمكنت ديهيا من أسر ثمانين رجلا من أصحاب حسان، وأكد إبن عبد الحكم في كتابه فتوح أفريقيا والأندلس أنها أحسنت إليهم “وأرسلتهم إلا رجلا منهم من بني عبس يقال له خالد بن يزيد فتبنته وأقام معها”.


سياسة الأرض المحروقة


لكن رغم هزيمه المسلمين كانت ديهيا واثقة من أنهم سيعودون لمهاجمة مملكتها، وقررت نهج سياسة الأرض المحروقة لثنيهم عن ذلك، فأحرقت المحاصيل ودمرت الحصون، وجاء في كتاب المغرب في أخبار الأندلس و المغرب لابن عذاري “ملكت الكاهنة المغرب كله بعد حسان خمس سنين فلما رأت إبطاء العرب عنها قالت للبربر إن العرب إنما يطلبون من أفريقية المدائن والذهب والفضة ونحن إنما نريد منها المزارع والمراعي فلا نرى لكم إلا خراب بلاد أفريقية كلها حتى ييأس منها العرب فلا يكون لهم رجوع إليها إلى آخر الدهر فوجهت قومها إلى كل ناحية يقطعون الشجر ويهدمون الحصون”.

السيدة الحرة.. امرأة أبت أن تكون مجرد عنوان لتحالف قيادتين 


تؤكد مصادر تاريخية أن السيدة الحرة إبنة الأمير علي ابن موسى بن راشد زوجت لقائد مدينة تطوان سنة 1510 في إطار ما يمكن وصفه بترتيب لتمتين العلاقة بين قيادة شفشاون وقيادة تطوان، من أجل رص الصفوف لمواجهة الأطماع الأجنبية.


غير أن السيدة الحرة، التي راكمت ثقافة كبيرة صقلت شخصيتها، أبت أن تكتفي بدور زوجة قائد. ويشير مؤرخون إلى أن زوجها كان يستشيرها في أمور الحكم مما زاد من درايتها بأمور السياسة والتسيير و التعاطي مع قضايا الناس. وعند وفاته أصبحت مدينة تطوان خاضعة لسلطة شقيقها الأمير إبراهيم بن علي بن راشد حاكم شفشاون، وحين أصبح وزيراً للسلطان أحمد الوطاسي عيّن اخته حاكمة على المدينة.


تزوجت السيدة الحرة بالسلطان أحمد الوطاسي في العام 1541م بمدينة تطوان وليس بفاس عاصمة حكمه،كما جرت العادة مما يدل على مكانة هذه المرأة ووزنها في شبكة النفوذ آنذاك.


وتذكر مصادر تاريخية أيضا أن السيدة الحرة عمدت من أجل تعزيز جبهة الجهاد البحري ضد الإسبان إلى التحالف مع أمير البحار العثماني خير الدين بربروسا المعروف بالجهاد بحرا ضد القوى الأوروبية. فكان أن تولت السيدة الحرة تدبير الجهاد غرب المتوسط فيما استمر القائد العثماني في قيادة العمليات شرقه .


● فاطمة المرنيسي وهي واحدة من إبراز الكاتبات المغربيات ، إذ انها جمعت بين الأدب و علم الإجتماع وألفت كتابا باللغة الإنجليزية، 

إهتمت فاطمة المرنيسي (1940_2015) بالكتابة حول قضايا المرأة و المساواة بين الجنسين في ظل تطور الفكر الإسلامي في المغرب فأسست بذلك رؤيا جديدة و منفتحة في ما يتعلق بدور المرأة داخل مجتمعها حيث كتبت كتاب بعنوان "احلام النساء الحريم" كما انها كانت مناضلة في المجتمع المدني من اجل حقوق الإنسان و المساواة بين الجنسين 



ختاما يبقي دور المرأة بصفة عامة دورا مهما لا يمكن الإستغناء عنه فلولاها، لما بنيت الأسر و بزغ العلماء وما تقدم المجتمع ،أقول لك من هذا المنبر . 


لو خلقت المرأة طائرا لكانت طاووسا

لو خلقت المرأة حيوانا لكانت غزالا

و لو خلقت المرأة حشرة 

لا كانت فراشة 

ولكنها خلقت بشرا

فأصبحت حبيبة وأما، و زوجة صالحة 

و أجمل نعمة للرجال علي وجه الكون



المراجع المعتمدة:

احميمد محمد، خيرونة الفاسية المغربية المرأة المغربية العالمة

مجلة أمل العدد 13-14 سنة 1998 

حميدي مليكة المرأة المغربية في عهد المرابطين



نهيلة الكابس تكتب مقالًا تحت عنوان " المرأة المغربية صانعة التاريخ"


Share To: