الشاعر العراقي / فيصل الحسني يكتب قصيدة تحت عنوان " سِفر البارود" 




هَبطت سماؤكَ و الكلامُ تأخَرا

عِدنِي بِحُلْمٍ كَي أنامَ و أكبُرا 

كَذَبَتْ حُروفُكَ كَم حلُمتُ بِموطنٍ

لكنَّ وعدكَ في الغِياب تَبعثرا 

أغمَضتُ عيْنِي كَي أعُدَ مَواجِعاً

أينَ اختبأت جِراحُ دَربِي لا ترى 

من لَعنةِ التُفَّاحِ يُولد شاعرٌ

كَتَبَ الحَياةَ كُأنَّ سَجناً سُطّّرا 

لا لَستُ إسماعيلَ حَتى أُفتَدى

أنا بَيتُ شعرٍ من عَناءٍ أثْمَرا 

فأُختِرتُ أن أحيا ضَحية مولدي

أمَلي حَياةٌ لَستُ حَرفاً مُضْمَرا 

أنا بدلةُ الحَرب التي ما عَانَقَت

غَير الرَصاصَة بَينَ حُلمٍ أو ثَرى 

وكَأن أُمِّي الأرضَ قالت يَومَها

عِدنِي بِنَصرٍ كَي اعود و أُزهرا 

فَلِتركَبي ظَهرَ السَفينةِ و اترُكي

حُزناً دَفيناً في الغُيومِ لِيُمطِرا 

كونِي كَمن خانَ الحياةَ ببسمةٍ

والتفّ حَول الحُزن ثم تبَخرا 

رباه إنَّ المُعجِزاتِ تَأخَّرت

فابعث نَبياً بالعراقِ مُبَشرا 

أنا هكذا جرحٌ يُعانِق جَمرةً

ما خِلت للتَعبير وجهاً آخرا 

فصُلِبتُ في صمت الكلام كدمعةٍ

لأُعاتبَ البارود كيف تفجرا 

نحن اتخذنا الموت درب شهادة

والموت بعد الحب يصبح سُكّرا 

خمرٌ و وحيٌ وإنتحاب قصيدةٍ

كم من نبيٍ في القصيدةِ كُفِّرا 

يا ربُّ هذي الأرضُ محضُ غوايةٍ

يختارها العُشاق درباً اخطرا 

نفنَى وتَبقى الذكرياتُ جريحةً

من قبَّل الموتَ الكئيبَ ليُخضِرا 

جاءوا لأمي يحملونَ رسالةً

لا تَقلقي لا لن أعود مُبكرا 

فَتَناولي دَمع العشاء و رَتِّلي

سِفر العناء قداسةً و تطهُرَا 

لا تحضُني القُمصان تِلك خَدعيةٌ

قد ماتَ يعقوبٌ ولستُ مُبشَرا 




الشاعر العراقي / فيصل الحسني يكتب قصيدة تحت عنوان " سِفر البارود" 


Share To: