الكاتب المغربي / عبد الرزاق الصادقي يكتب مقالًا تحت عنوان "العمدة والفضلة" 




بسم الله الرحمن الرحيم

العمدة والفضلة :

ما أجمل تقسيمات علماء النحو ومن ذلك تقسيمهم الأسماء إلى عمدة وفضلة ولا يهمني في هذا المقام العمد والفضلات النحوية بقدر ما يهمني أنواع الناس من حيث هممهم واهتماماتهم فإنه يمكن نقل التقسيم النحوي إلى التقسيم الاجتماعي لبني الإنسان ، فإن من الناس من تأبى له نفسه أن يكون فضلة من الفضلات بل يؤلمه ذلك أيما إيلام ،ولله در القائل يوم قال :

إذا ما المرء علا رام العلا ....ويرضى بالدون من كان دونا

هذا وقد نبه السيد أبو الشمقمق إلى أنه لا ينبغي للإنسان أن يكون واوا زائدا أو نونا ملحقة فقال :

ولا تكن كواو عمر زائدا ....في القوم أو كمثل نون ملحق

نعم فإن هناك من هو دنيء في اهتماماته التي تدفعه إلى دناءته في تصرفاته،وإذا كان الشاعر قد قال في نبينا صلوات الله وسلامه عليه  :

له همم لا منتهى لكبارها.....وهمته الصغرى أجل من الدهر

فإن هناك من الناس وهم كثير يعج بهم مجتمعنا من ينطبق عليهم قول القائل :

له همم لا منتهى لصغارها ....وهمته الكبرى أدق من الشعر

هناك من بني آدم وحواء من قصارى همته أن يحصل على شهوة عاجلة ولو على حساب حياته لا يجعل نصب عينيه إلا بطني بطني لا أعرف اليوم إلا بطني 

وقد قال القائل وصدق :

ومن تكن همته ما يلج.....في بطنه قيمته ما يخرج

اللهم اجعل هممنا عالية وإلى آفاق المكارم سامية وإلى المنافع والمصالح منادية



الكاتب المغربي / عبد الرزاق الصادقي يكتب مقالًا تحت عنوان "العمدة والفضلة" 



Share To: