الكاتبة السودانية / عفاف الأمين تكتب نصًا تحت عنوان "حزن كاتبة"
ما بين سوداويتي و تلك العتمة في دواخلك، تاهت الأحرف فألقت على قصتنا كل أنواع اللعنات المختلفة، كانت ذكرياتك تشبه تلك العاهرة الجميلة التي سَلبت عقل ذاك المؤمن الورع فما إستطاع إليها سبيلاً و لا إستطاع نسيانها و الإبتعاد.
دوامتي تشبه ذاك المثلث البغيض
(برمودا) لم أعتقد أن ثمْةَ من سينجو مني و لسوء حظي الناجي كان الوحيد الذي تمنيت أن يغرق بداخلي.
لم يكن بحري مالحاً فقط بل قاعي مظلم أيضاً لكنك كنت نهراً سريع الجريان؛ خِلت أنك في النهاية ستتوه في داخلي و تختلط مياهك بمياهي، لأكون بك ممتلئة، ولكن يا للفاجعة!
كيف أمكنك تغيير مسارك بهذه السرعة؟
لن أقول أنك كنت أكثر مقطع تراجيدي في سمفونيتي و لا أبئس جملة في روايتي السوداوية؛
لأنك بالرغم من كل الشتات و التداعي، تراكم الخيبات، الدموع، النحيب، الحيرة و الحسرات الكثيرة كنت نوراً، كنت أُضئُ بك كل عوالمي و كأنك القمر الوحيد، النجوم جميعها و الشمس أيضاً.
لا أعرف كيف لي أن أصف ما يعتريني من بؤس؛ فلم أرى من الكلمات ما تستحق أن تُعاقب بوضعها مجازاً عن مرارة الرحيل؛ فأعذريني أيتها الحروف الأبجدية على عبثي بمشاعرك العذراء.
هل تعلم؟ لقد بهتت ضحكتي تلك التي كنت تحبها أو تدّعي بأنك تحبها لا أعلم، حتى ملامحي الجاذبة تلك تحولت لملامح باردة و مميتة بعض الشيء، لقد أُصِبتُ بمرضٍ عِضال يصعب عليّ التخلص منه، ربما لن تلتقيني في هذه الحياة مجدداً.
هل تعلم أيضاً؟ أنا أخاف الفناء و أخاف الرحيل، و لكن ماذا عساي أفعل؟ فقد أصابني الكبتُ بِسرطان المشاعر و الآن أنا في إنتظار قطار الردى في محطة عينيك للمرة الأولى و الأخيرة.
أنا لم أعُد أقوى على إكمال هذا النص.
السلام على ملامحك الآسرة، السلام على عينيك البنيتين، و السلام على قلبك أيضاً، و الوداع.
الكاتبة السودانية / عفاف الأمين تكتب نصًا تحت عنوان "حزن كاتبة"
Post A Comment: