الكاتبة العامرية / يثرب عمر صالح تكتب "النهاية 2" 




حقيبتي ذات اللونين وكأنها على بابي

بها زادُ قليل ، ففي الجيب الأمامي تربعت صلوات سنيني العجاف، وفي لب الحقيبة

خبئت بضع أذكار، وبعض الصدقات 

أما عن الجيب السري في الحقيبة فلن أبوح بما فيه فإن اعتمادي كله عليه وعساه ينفعني

عقارب ساعتي الحائطية تدور فتثير ضجيج أفكاري ، وأما ساعتي الرملية تزيد من توتري وإرتباكِ ؛ فلا تزال الرمال تنسكب ببطء وكأن عمري كله ينسكب معها رويداً رويدا ..

هبت نسمات الرحيل ، ها أنا ذا اشتم رائحة شيءً يقترب ؛ هل هي هبوب ريح الوداع؟

أما أنني أتوهم ؟

من أنت؟ ولماذا تنظر إليّ هكذا في ثبات؟

أنا الذي أدعى بالمصير المحتوم

أيعقل أنكِ لم تتعرفين عليّ حتى الآن ؟ 

أولست من كُنت تنتظرينه ؟

بلى ولكن عظمتك وهامتك تفزعني !

أعطيني يدكِ إذاً سنقطع المسافات بلمح البصر

هناك جموع من ذوي الأهل والأحباب

ينتظرونكِ !

هل سأتألم إن خرجت روحي من جسدي ؟

هل هناك حياة أخرى ؟

حدثني عنها أرجوك..

وقتكِ قليل وسفركِ بعيد وزادكِ لن يسعفكِ

إبتسمي فهناك من يهتفون بإسمك وجهزو مفرشكِ بالدعاء لكِ ..

وماذا عن النسوة اللواتي يولولن؟ فإن نواحهن الذي أشبه بعواء ذئبٌ جائع يزعجني ويعذبني..

اصبري ستخرج الآن من بينهن من بارك الله في عقلها وربط على قلبها وستسكتهن على هذا النواح؟..

حل صمتٌ مفزع يرئس الموقف.. ثم كبر أحدهم وهلل ثم نادى الحُمال وحُملتُ على الأكتاف 

وهتف قائلاً: يا معشر النساء أمطروا عليها بالدعوات فهي الآن لن تحتاج منكم غير الدعاء لا تأذونها بنواحكن فبعد قليل ستسأل فألزمها اللهم الثبات...

آللهم أرزقنا حسن الختام آللهم أصلح أعمالنا كي نليق بجنتك وتليق بنا 


الكاتبة العامرية / يثرب عمر صالح تكتب "النهاية 2"



الكاتبة العامرية / يثرب عمر صالح تكتب "النهاية 2" 



Share To: