حديث الجمعة: القدوة الحسنة 45 | بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف
تابع موضوع بعض خصوصيات النبى صلى الله عليه وسلم
أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم فى استقبال شهر رمضان
واليوم بإذن الله تعالى أحدثك عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالصائمين.
منها ما هو رحمة بالصائمين ومنها ما يؤهل الصائمين لقبول صيامهم والفوز برضا رب العالمين .
ومن هذه الرحمة تعليم الصائمين آداب الصيام التى ترقى بصومهم إلى القبول نذكر منها مايلى
آداب الصيام منها ما هو واجب، يلزم العبد أن يحافظ عليها ويلتزم بها, ومنها ما هو مستحب يزداد العبد بفعلها أجراً وثواباً.
فمن الآداب الواجبة: أن يقوم الصائم بما أوجب الله عليه من العبادات القولية والفعلية, ومن أهمها الصلاة المفروضة, التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين, فيجب على الصائم المحافظة عليها, والقيام بأركانها وشروطها, وأدائها مع جماعة المسلمين, وكل ذلك من التقوى التي شُرع الصيامُ من أجلها.
ومن الآداب الواجبة: أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال, فيحفظ لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول, ويحفظ بصره عن النظر إلى المحرمات, ويحفظ أذنه عن الاستماع للحرام, ويحفظ بطنه عن كل مكسب خبيث محرم.
وليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلى ربه بترك المباح كالطعام والشراب, ولا يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال, ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
وأُمِر الصائم بحفظ لسانه عن اللغو وفحش القول والجهل على الناس حتى وإن تعرض للأذى من غيره، يقول صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفُث، ولا يصخب, فإن سابَّه أحد، أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم) متفق عليه.
فحقيقة الصيام إذن ليست مجرد الإمساك عن المفطرات الحسية فحسب, فإن ذلك أهون ما في الأمر, كما قال بعضهم: "أهون الصيام ترك الشراب والطعام", وقال عليه الصلاة والسلام: (ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) رواه الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح، بل لا بد مع ذلك من حفظ الجوارح، واستعمالها فيما يرضى الله
يقول جابر رضي الله عنه مبيناً حقيقة الصيام: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم, ودع أذى الجار, وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك, ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
وأما الآداب المستحبة فمنها: السُّحور وهو الأكل آخر الليل, وسمي بذلك؛ لأنه يقع فى وقت السَّحَر, وقد أمر به صلى الله عليه وسلم، فقال: (تسحروا فإن في السُّحور بركة). متفق عليه, وهو الفاصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب, والسنة تأخيره, ويتحقق السُّحور ولو بشربة ماء.
ومن الآداب المستحبة: تعجيل الفطر، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه. وينبغي للصائم أن يحرص على الدعاء عند فطره، فإن للصائم عند فطره دعوة لا تُرَدُّ, ويُسن له أن يقول: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) رواه أبو داود.
ومن آداب الصيام المستحبة: كثرة قراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة, والاستكثار من أنواع الخير والعمل الصالح
ومن آدابِ الصوم ألاّ يُضيّعَ الصائمُ وقتَه باللَّهو واللَّعب، ولكن عليه أن يستغلّ وقته بما ينفع، كقراءة القرآن والدعاء والذِّكر وفعلِ الخيراتِ والإكثار من الصّدقات.
هذا ولا يفوتنى أن أقدم لك نصائح لتعلم طفلك آداب صيام رمضان
منها تعويد الطفل على الصوم بالتدريج.
واختيار وجبات الإفطار المُفضلة لدى طفلك.
والنوم مبكراً والاستيقاظ قبل السحور .. وهذه الوجبة مهمة تجنب الطفل الشعور بالجوع والإرهاق خلال ساعات الصوم.
وعود طفلك على الصلاة وقراءة القرآن.
واصطحب طفلك إلى المسجد.
وعدم تكليف طفلك بمهام شاقة أثناء الصيام.
وأشرك طفلك في الأنشطة الرمضانية.
امنحه المكافآت التشجيعية : لا يُشترط أن يكون التشجيع مقتصراً على المكافآت فقط، بل يجب أن تقوم أيضاً بمدح ابنك ،وتُثنى على نجاحه في الصوم، حيث أن هذا سيكون حافزاً له.رزقنى الله وإياكم القبول والاقتداء بسيدنا الرسول والصوم الصحيح حتى نحظى بالمرجو والمأمول وشفاعة سيدنا محمد الرسول.
حديث الجمعة: القدوة الحسنة 45 | بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف
Post A Comment: