الكاتب السوداني / محمد يس اسماعيل يكتب مقالًا تحت عنوان "بأي حق يسفكون دمائنا؟"
تُرى حين يخرج العسكرُ لقتلِنا، هل تدعو لهم أُمهاتهم ليسهل الله طريقهم، وهل يصلون الصبح ويسجدون لله الذي حرم قتل النفسِ في كلِ الأديان، ويدعونه ليوفقهم في حصدِ المزيد من دماءِ الأبرياء، هل يحضنون أطفالهم وملابسهم ملطخة بدماءِ الصغار ودموع الأمهاتِ، وحين يجلسون على مائدةِ الطعام هل يفتخرون بقتلِنا وهل يصرفون حوافزهم بعددِ الجثث التي قتلوها، وبعد المجازر هل يضحكون مع رفاقهم في المقاهي ويرتشفون دمائنا في فناجين قهوتهم، وهل يقصون على أطفالهم بفخرٍ كيف اغتصبوا النساء وكيف اقتحموا المساجد والمستشفيات.
هل يقرؤون القرآن في الليلِ وأياديهم ملطخة بالدماءِ ودموع الأُمهاتِ وآهات الأصدقاء، حين قتلونا وتنافسوا في صيدنا كالعصافيرِ هل نسوا بأن الله حرم قتل النفس وسيحاسبهم يوم القيامة.
أي دين يعبد العسكر وكل الأديان تُحرِم قتل النفس، وبأي حق يسفكون دمائنا ولماذا؟ وأي رب يعبد العسكر، هل يعبدون الله أم يعبدون أبرهة الذي يريد هدم أحلامنا ويجلس فوق جثثنا ليُقدم الوطن هدية لأسياده! وهل سيحاسبهم يوم القيامة أم لهم صكوك الغفران والمغفرة.
هل تعلموا معنا في المدارسِ وهل رددوا منقو قل لا عاش من يفصلنا وفي القولد التقيتُ بالصديقِ، ولعبوا في زقاقاتِ هذا الوطن، هل لهم أخوان مثلنا يتألمون حين يقتلوهم غدراً أم لهم أصدقاء يفقدونهم مثلنا، ولأي وطن ينتمون وماجنسيتهم ومن أين رضعوا كل هذا الحقد والغل.
الكاتب السوداني / محمد يس اسماعيل يكتب مقالًا تحت عنوان "بأي حق يسفكون دمائنا؟"
Post A Comment: