الأستاذ الدكتور - عبد العظيم أحمد عبد العظيم يكتب : الأقليات المسلمة في الصين وروسيا الاتحادية




يعيش في الصين 24,8 مليون مسلم عام 2020، بما يوازي 1,7% فقط من سكانها. وقد صل الإسلام إلى الصين عبر طرق ثلاثة، أولها طريق الفتح الإسلامي، وينطبق ذلك على مقاطعة تركستان الشرقية " سينكيانـج "، ثم انتشر الإسلام عن طريق الدعوة في المناطق الداخلية، وعبر التـجارة في المناطق الساحلية، حتى إن مشاهير الرحـالة أمثال ماركوبولو، وابن بطوطة، ذكروا أن كل مدينة صينيـة كـان يوجـد بها حي للمسلمين ومسـاجـد للصلاة.

ويقطن مسلمو الصين فى الوقت الحالى بالولايات الغربية والشمالية، وكذلك فى ولاية يوننان التى تقع بالجنوب، وتعد أحوالهم المعيشية والمادية إجمالاً حالة متوسطة.

كما أنهم يتعايشون مع غيرهم من الطوائف فى ود وألفة دون كراهية من أحد لهم، فهم وطنيون بكل معنى الكلمة، وقد أنشأ المسلمون بالصين مساجد كثيرة بما يجمعونة من أموال وبكل مسجد مدرسة ابتدائية، أما المدارس الثانوية والعليا فهى إلى حد ما تعد قليلة[1]، وليس فى دستور الصين مايمنع أن يكون الرئيس مسلماً، أما الوزارات ففيها وزراء مسلمون.

كما حاولت الحكومة ابتداءاً من سنة 1987م كسب ود المسلمين، فأعفتهم من قوانين تحديد النسل فسمحت لهم بحرية الإنجاب تلبية لرغباتهم فى تركستان، وفى غضون ست سنوات تمكن المسلمون من إنشاء ستة آلاف مسجد فى تركستان وحدها.

2ـ روسيا الاتحادية:

عرف هذا الإقليم الإسلام مع بداية القرن الثـالث الهجـري "التاسع الميلادي" عندما استقر التجـار المسلمون على نهر الفولجـا، ومع تزايد النشاط التـجاري دخل الإسلام في نفوس أهل البلغار، وقـد عرف الطريق الذي كان يسلكه التجار المسلمون بطريق "الفراء"؛ لأنهم كانوا يجلبون الفراء من شمال بلغار الفولجا، كما كـان المسلمون يتاجـرون بالحـرير الذي اشتهرت به بعض مناطق تركستان الغربية.

وقد انتشر الإسلام في بلاد ما وراء النهرين بفضل السلوك الرشيد والأمانة في التجارة التي هي سمة التجار المسلمين، وقيامهم بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واعتنق الإسلام في تلك المناطق أعداد غفيرة من الناس.

ويتوزع المسلمون في روسيا الاتحـادية على عـدد من الجـمـهـوريات، وهي: جـمهورية تتـاريا، جـمهورية بشكيـريا، جمهورية الجوفـاش، جمهورية مـوردوف، جمهورية ادمورة، جمهورية الشيشـان والأنجوش، جمهـورية مـاري، جمهورية أورنبـرغ، جـمـهـورية داغسـتـان، جمهورية قاراشـاي شركس، جمهـورية أوستيا الشمالية، ولاية الاديجـا، إقليـم سيبريا، جمهورية جورجيا، شـبه جـزيرة القرم، جمهورية مولدافيـا، جمهـورية ليتـوانيا.

وتشير الإحصاءات إلى أن تعداد المسلمين في روسيا الاتحـادية يصل إلى ما يزيد عن 17 مليـون مـسلم عام 2020، بما يقارب ثُمُن سكان الدولة عددا. وتتـراوح نسـبـة عـدد المسـلمين بالنسـبـة لعـدد سكـان هذه الجـمـهوريات مـا بـين 16% كـمـا هو الحـال في جـمهورية جـورجـيـا ومولدافـيـا وليتـوانيـا، و69% كما هو الحـال في جمهورية الشـيشان والأنجـوش.

وقبل انهيار الاتحاد السوفيتي "1919-1991" وإقامة روسيا الاتحادية عام 1991 على أنقاضه مر المسلمون في هذه الجمهوريات بسـنوات عصيبة من القهر والاضطهاد والقتل والتشريد لإكراه السكان جميعا على ترك أديانهم واتباع الشيوعية، ومازال شعب الشيشـان يواجـه الحرب الروسية المعلنة ضده، والتي راح ضحيتها الآلاف من المسلمين، وتشردت أعداد كبـيرة مـن هذا الشـعب المسـلم، وأضاف لاجـئوه أعدادا جـديـدة إلى اللاجـئين المسلمـين الذيـن يشكلون نسبة كبيرة من مجموع اللاجئـين في العالم.


الأستاذ الدكتور - عبد العظيم أحمد عبد العظيم

أستاذ جغرافية الأديان- قسم الجغرافيا كلية الآداب - جامعة دمنهور- مصر


المراجع:

[1] محمد تواضع، الصين والإسلام، دار الطباعة والنشر الإسلامية, القاهرة، 1930، ص22






Share To: